ال«20» من أيلول سبتمبر.. إنه من الأيام اليمانية التي سيقول فيها الشعب كلمته، ويصدر قراره ويسمي من يقوم بحكمه، وإدارة البلاد، وتدبير شئونها خلال السنوات السبع القادمة على المستوى الوطني، وخلال الثلاث السنوات بالنسبة للسلطة المحلية. هذا اليوم يأتي بعد «24» يوماً من الحملات الانتخابية الرئاسية.. كل قال ما عنده، وشرح وأوضح، ووعد، وكل قال في الآخر ما يرى أنه سلاح مفيد له في معركته الانتخابية وقد مرت الحملات الانتخابية بثلاث مراحل.. مرحلة الأيام الأولى وهي هادئة ورعة.. والمرحلة الثانية، وهي أكثر سخونة، وصولاً الى المرحلة الثالثة وهي الست الأيام الأخيرة من الفترة المحدودة للحملات الانتخابية.. وهي الأسخن، حيث حمي وطيس الحملات الاعلامية بين المرشحين رئاسيين ومحليين.. وقد وجد المواطن هذه المرة تنافساً فعلياً بين المؤتمر الشعبي العام، وأحزاب المعارضة «أحزاب اللقاء المشترك» حيث وضحت شدة المنافسة هذه المرة في الخطاب الدعائي الانتخابي.. فصار في الأيام الأخيرة أكثر حدة وأكثر قساوة.. ومهما يكن فإنه خطاب انتخابي يعد مؤشراً على التطورات والتحولات الديمقراطية الجادة في بلادنا، ووصول النهج الديمقراطي يمكن ولا أكون مبالغا إذا قلت أنه وصل الى مستوى من المصداقية تجاوز الدول الأعرق ديمقراطياً. وعلى أي حال.. اليوم الشعب بعد هذه المعركة الانتخابية التي تصاعدت ووصلت الى حد رأى فيها البعض أنها مؤشر مخيف سوف ينتهي الى العنف في كثير من مناطق اليمن، واستخدام السلاح.. وأنا أقول مثل هذا التشاؤم والتخوف لا أساس له من الصحة، وشعبنا اليوم سوف يكذب مثل هذه التنبؤات.. لأنه أصبح في عمر ديمقراطي يتسم بالرشد رالرشاد، وسيمارس استحقاقاته الانتخابية بسلام وود، ووئام، وسيقول كلمته الفصل بين المتنافسين، وهو أعلم بمن معه مصلحته، وهو أدرى بالأصدق والأوفى، فشعبنا خلال «44» سنة من عمر الثورة ونحو «28» سنة من الثورة الديمقراطية.. وهي فترة تجربة كافية لكل أبناء شعبنا للتمييز والقدرة على المفاضلة والاختيار، ولن يكون في الأول والأخير إلا الحق لصاحب الحق الذي سيحدده الشعب اليوم بكل فئاته ذكوراً وإناثاً وكلنا ننتظر خيار الشعب، ونخضع له وسنقبل به.. ما دمنا قد قبلنا بالنهج الديمقراطي.. لأن من يقبل بالنهج الديمقراطي يجب عليه أن يقبل بنتائجه أياً كانت هذه النتائج. في الأخير تحية لليمانيين وهم يتقاطرون على مراكز الاقتراع ليقولوا كلمتهم الفصل ويقرروا من يحكمهم..