11 / 10 / 2006م اليوم.. يفترض ان تستوعب احزاب اللقاء المشترك الدرس الذي تلقيته في الانتخابات الرئاسية والمحلية.. وان تعي ان التحالف فيما بينها لم يكن الحل الناجح لمعالجة مشاكلها.. ولا حتى الطريق المؤدي بها إلى السلطة.. الهدف الذي كانت ترجوه من وراء تحالفها تحت ما يسمى باللقاء المشترك.. فقد خسرت المعركة تماماً في تجاوز مشاكلها ومعالجة أوضاعها وخسرت أيضاً ان تصل من خلال تحالفها إلى السلطة سواء الرئاسة أو المحلية.. وذلك لأسباب عديدة أهمها : 1 ان تحالف اللقاء المشترك تحالف غير موضوعي، وغير واقعي لانه تحالف بين متناقضات .. ليس متناقضات فقط.. ولكن بين احزاب لاتجمع بينها سوى الثآرات. 2 اعتمدت على تحالفها المحصور بين النخب القيادية العليا.. والبعيدة من القواعد والكوادر الوسطية والقاعدية.. فمازاد من مشاكلها الداخلية، وزاد من مشاكلها مع الشارع العام. 3 اعتمدت احزاب اللقاء المشترك على تحالفها، واهملت الشارع العام واتجاهات الواقع وتطوراته وتحولاته.. وبدت امام الشارع العام بكل همها الذي تمثل في ازاحة المؤتمر الشعبي العام من السلطة فقط، طمعاً في ان تحل محله فقط.. أي طمعاً في السلطة.. كغاية.. حسب ما جسده خطابها العام والانتخابي .. مع انها تعي ان تجربتها كشريكة في السلطة عانى منها المواطن الآمرين بسبب تعاملها مع المؤسسات والوزارات التي اوكلت إليها.. وكأنها املاك خاصة بالأحزاب وليست مؤسسات ووزارات دولة. 4 بسبب التحالف وقعت في برنامجها الانتخابي في «حيص بيص» لان برنامجها لم يكن واضح المعالم والابعاد .. لم يفهم منه المواطن سوى انه عبارة عن بيان سياسي انقلابي على الدولة والنظام.. وإعادة تشكيلها بصورة غير واضحة ومحددة.. وهو ما اقنع حتى الكثير من قواعدهم وعرابيهم إلى تفضيل واختيار المؤتمر .. لانه الاكثر امنا لهم من احزابهم رغم ما يرون فيه من سلبيات تروجها احزابهم. 5 لا ندري كيف راهن المشترك على المناقصة على السلطة.. دون وعي أو تفكير كيف سيحكم، وبآي ايدلوجيه سيدير البلاد، وكيف سيتعاطى مع الاغلبية المؤتمرية في مجلس النواب صاحب شرعية تشكيل الحكومة.. لقد غاب عنهم المنافسة على السلطة تبدأ بمجلس النواب لتصل إلى المنافسة الرئاسية والمحلية. تكفي هذه الملاحظات لأقول بأن تحالف «المشترك» تحالف غير طبيعي ولا منطقي، ولا موضوعي.. وعليها ان تعيد نظر وتحاول حل مشاكلها كل حزب على حده، وذلك من خلال إعادة كل حزب : 1 ترتيب أوراقه الداخلية وفقاً للمعطيات الوطنية والقومية والدولية الجديدة.. وانتهاج سلوك داخلي ديمقراطي حر. 2 تواكب التحولات والتغييرات الوطنية وتتعاطى معها بروح مسؤولة على مستوى الساحة والسلطة. 3 ان تؤمن انها قادرة على التغيير وهي في المعارضة اكثر مماهي في السلطة. 4 ان تحل «اللقاء المشترك» كتحالف غير موضوعي ولاعقلاني.