إن الجريمة البشعة التي نفذها انتحاري في أحد الأسواق الشعبية في العراق وأسفرت عن مقتل وجرح المئات تؤكد بما لا يدع مجالاًًًً للشك أن منفذي هذه الأعمال إرهابيون بما تعني الكلمة ليس، لهم أي علاقة بالمقاومة أو مكافحة الاحتلال. فمسلسل القتل اليومي وحصد المزيد من أرواح وإراقة دماء الأبرياء من المواطنين أدخل العراق في دوامة عدم الاستقرار الذي يصب بالدرجة الأولى في خدمة الاحتلال وأعداء الوطن. إن الأوضاع في العراق إذا لم يتم تجاوزها بصورة عاجلة فإنها سوف تتفاقم إلى حد لا يمكن لأحد السيطرة عليها؛ خاصة أن الفتنة الطائفية بدأت تلوح في الأفق، وأصبح القتل بالهوية والانتماء السياسي.. وهو الأمر الذي يضع الشعب العراقي أمام مسؤولية في تجاوز تدهور الأوضاع والانجرار نحو الفوضى التي لن يقتصر تأثيرها على بلاد الرافدين فحسب بل إنها قد تتجاوز دول المنطقة، فالأزمة التي تعصف بالعراق لا حل لها سوى الحل العراقي العراقي.. فوحدهم من يستطيعون احتواء الخلافات والصراعات الطائفية والمذهبية، وهذا لن يتحقق إلا بوحدة الصف العراقي ونبذ العنف والجلوس على طاولة التفاوض للخروج من عنق الزجاجة وبما يمكّنهم من بناء عراق محرر يعيش أجواء آمنة ومستقرة يوفر لأبنائه العيش في ظل السلم الاجتماعي. أما إذا ظلت الأوضاع كما هي عليه اليوم، فإن ذلك سيعطي للاحتلال ذريعة البقاء، ويقود العراق إلى مزيد من القتل بدلاً من التفافهم حول قضيتهم الأولى في نيل التحرير الهدف الأسمى الذي يجب الإجماع عليه. والنضال من أجل