جميعنا.. قد ودعنا العام الميلادي 2006م.. إلا أننا لانزال على مقربة من أشهره الأخيرة.. أي الثلاثة الأشهر الأخيرة بالتحديد اكتوبر نوفمبر ديسمبر.. هذه الثلاثة الأشهر ومن خلال المتابعة اليومية للنشرة المحلية لاحظنا تركز. بل اكتظاظ في الندوات ،والدورات ،وورش العمل وبكثافة تكبس على «نفسنا» طبعاً في كل المجالات السكانية ،والصحية ،والتربوية ،والقانونية ،والانسانية ،وفي مجال المرأة ،وتعليم الفتاة ،وحقوق الانسان ،وحقوق الطفل ،وفي مجال الرعاية للأطفال و... و... و...إلخ مما شابه ذلك.. ولاتخلو منها محافظة من محافظات الجمهورية وقبل أن يسأل أي أحد.. وماالغرابة في ذلك؟! أقول.. الغرابة في ذلك هو أن النشاطات هذه يتوجب أن تجدول وتوزع على مدار السنة بدلاً من أن تكدس ،وتتراكم إلى الثلاثة الأشهر الأخيرة من كل عام.. كون أن نشاط سنة كاملة من الدورات والفعاليات والورش لايمكن أن تكفي لها ثلاثة أشهر.. الأمر الذي يؤدي إلى لعدم تحقيق هذه الفعاليات أهدافها المرجوة.. عدم استيعابها من المشاركين ،والمستهدفين والعطاء فيها كما يقال بلهجتنا البلدي«كلفته في كلفته» فالدورة أو الورشة التي تحتاج إلى شهر ،أو شهر ونصف تختصر مدتها إلى النصف أوالربع من المدة التي تتطلبها.. وهي فترة لاتكفي لتقديم مواضيع الورشة أوالدورة بالشكل الصحيح والسليم.. فالمشارك أوالمستهدف لايلحق يفهم الموضوع الأول حتى يجد نفسه وهو على مشارف نهاية الموضوع الثاني ،أوعلى عتبة الموضوع الثالث.. فلاوقت للاستفسار ،ولافرصة للنقاش ،ولا مجال كاف لبناء تصورات ،والخروج بنتائج ،ولاوقت متاح للمشاركين والمستهدفين للمشاركة بملاحظات وتوصيات ،أوتقديم وتبادل الخبرات ،أو القيام بنشاطات تطبيقية وعملية على المستوى الفردي ،والجماعي.. بل إن المشارك والمستهدف في المعظم الأعم يكمل الدورة ،أو تلك الورشة دون أن يدري ماهو الهدف من مشاركته في هذه الدورة وتلك الورشة.. ولاماالذي عليه عمله بعد مشاركته وعودته إلى منطقته.. وتخلص الدورات ،والورش «كأنك يابوزيد ماغزيت» أوكما يقال يرجع المشارك إلى منطقته«بخفي حنين» لكنه قد يستفيد من الجانب المادي«بدل مواصلات ،بدل غذاء ،بدل سكن» وتنتهي الدورات وورش العمل ولامن شاف ولامن دري.. لا.. لا.. آسف كل الناس يشاهدون الدورة بالصوت والصورة.. عبر الاخبار المحلية وفي هذه يعود المشارك إلى البيت ويلتقي بمن يعرف بتبختر وانتفاخ لاتتسع له ملابسه.. أما المعنيون ،والقائمون على هذه النشاطات فإنهم أكثر الناس استفادة من العوائد ،ومن توثيق هذه النشاطات لصالحهم بالصوت والصورة والتوثيق الكتابي.. والخلاصة صرفيات ،وصور تلفاز وصحف.. وإلى متى؟ إلى أن يشاء الله؟ ونتحرر من التظاهرات الاعلامية.