من إذاعة عدن الأسبوع الفائت كانت الطبيبة تستقبل استفسارات المستمعين المرضى، فلاحظت أن معظم الاتصالات كانت من مديرية «المسيمير» وكلها تعاني مرض الفشل الكلوي. وكان لابد أن ينطلق فريق مخبري طبي إلى المنطقة لمعالجة الظاهرة، ولا أدري إن كان قد اهتم بهذا الأمر المسؤولون عن الصحة في محافظة عدن. إن الفشل الكلوي غالباً يؤدي إلى الموت، وله أسباب كثيرة منها الملاريا، والسموم التي أصبحت تقدم مع الوجبات الغذائية والقات والمياه الملوثة وأمراض الضغط الناتجة عن المشكل الاقتصادي والذي يسبب النزاع الأسري والأمراض الأخرى. ولأن الفشل الكلوي أصبح منتشراً في بلادنا، فلابد أن تكون هناك غرف غسيل في كل المشافي والمستوصفات، خاصة في المناطق النائية، ولابد أن تكون مجانية باعتبارنا ملتزمين بالدستور الذي يكفل الصحة للجميع مجاناً. ولابد أن يقوم الإعلام باقتطاع أوقات مناسبة للتوعية «بمؤديات» الفشل الكلوي على الأقل قبل نشرات الأخبار لأهمية هذه الفقرة. وبكل ثقة سوف تركز هذه البرامج على ضرورة أن تكون مياه الشرب نقية وصحية.. ولابد أن يجتمع اليمنيون كل في قريته للخروج في يوم محدد لصلاة الاستسقاء لدعاء الله أن يكف عنا حب هذه الشجرة القبيحة «القات» التي هي أنابيب سموم قاتلة تجلب الفشل الكلوي القاتل. ولا أستطيع أن أفهم مسمى جمعية «حماية المستهلك» و«جمعية محاربي القات» إن لم تقم هاتان الجمعيتان بكل الوسائل بما في ذلك وسيلة القوة لقمع المتمردين من تجار السموم ومحتكري أقوات الناس، فهاتان الجمعيتان لا يمكن أن تؤديا دورهما، وهما جمعيتان فيما يبدو شرفيتان أو فخريتان. إن الله يزع بالسلطان ما لم يزع بالقرآن.