تحدثنا في مقال سابق عن مشروع مدرسة المتفوقين للبنين والبنات، الذي تكفل بإقامة مبنييه الحاج علي محمد سعيد أنعم وتسلمت موقعه الجمعية الخيرية لمجموعة هائل سعيد وسيتم افتتاحه في مايو 2008م بمشيئة الله تعالى. وكنا قد طرحنا بعض التخوفات من عدم توفر معايير وضوابط العدالة والشفافية وتكافؤ الفرص للمتقدمين، إلا أن الأخ مدير عام مكتب التربية والتعليم د/مهدي عبدالسلام .. وافانا بتصور عن السياسات العامة للقبول التي تم اتباعها مع المشروع المماثل المنفذ في عهد إدارته بمحافظة عدن.. مؤكداً انه سيتم تكييفه بما يتناسب مع محافظة تعز، عبر مجلس أمناء سيكون من بينهم أحد مجموعة هائل سعيد مع هيئة تربوية متمكنة ووفق معايير عادلة وهيئة تدريس وإدارة مدرسية كفئتين. ويتمثل أهم شرط في تلك السياسة العامة للقبول في الآتي: «اتاحة الفرصة لجميع الراغبين ممن تتوفر فيهم الشروط الأولية من خريجي الصف التاسع وفي مقدمتها «أن لايقل معدله العام عن 90%» من المواد الأساسية على مدى خمسة فصول دراسية سابقة، ولايقل عن 95% في العلوم والرياضيات، وألا يكون قد رسب في صف سابق خلال سنوات دراسته». ومن الملاحظ أن تلك السياسة تضمنت أيضاً تشكيل لجان قبول على مستوى كل مدرسة لتحديد الطلبة الذين يمكن ترشيحهم للقبول ثم ترفع أسماؤهم إلى مكتب التربية والتعليم، وتبدأ بعده مرحلة فرز المقبولين والتأكد من صحة البيانات، ويتم بعدها إجراء اختبار من قبل لجنة فنية ويسمى «اختبار الاستعداد الأكاديمي» ثم يرتب جميع المتقدمين في قائمة واحدة بحسب درجاتهم المجمعة ويتحدد فيها المقبولين والاحتياط ثم تعد القائمة النهائية للمقابلة الشخصية مع لجان القبول. هذه أهم الخطوط الرئيسية.. ومن المهم أن نشير هنا أن عملية القبول تبدأ عبر لجان على مستوى كل مدرسة ثم تتبعها لجنة فنية للإشراف على اختبارات من وضع خبراء ووفق أساليب غير مألوفة للطلاب.. ثم تلحقها لجنة خاصة بالمقابلة الشخصية.. وهذه السلسلة من اللجان والاختبارات النمطية نخشى أن تكون مدعاة للخلل والانتقائية في حين أن الشرط الرئيسي قد تحدد بمعدل التحصيل الدراسي للطلاب وتبقى بعد ذلك اختبارات القبول إلى جانب المقابلة الشخصية وتحديد المهارات والقدرات التعبيرية التي تميز كل واحد منهم. وحتى نكون أكثر تحديداً هنا في محافظة تعز نقول: إن المتقدمين هذا العام لامتحان الصف التاسع في حدود 48.000 طالب وطالبة.. ويقل عنهم قليلاً المتقدمون في امتحانات العام الماضي الذين كان الحاصلون منهم على معدل 90% فمافوق لا يصل إلى 400 طالب وطالبة.. وهو رقم يتناسب مع خطة القبول الموضوعة لمدرسة المتفوقين في المحافظة في سنتها الأولى لعدد 200 طالب وطالبة.. مما يعني أنه يمكن إعداد قائمة بإجمالي عدد الطلبة والطالبات الذين يمكن قبولهم علي ضوء نتائج الامتحانات من معدل 90% فما فوق كمعيار أساسي لتحديد الإطار العام لخطة القبول والإجراءات المتعلقة بها.. وهي قائمة لن تتجاوز «400» من اجمالي الطلبة.. ويمكن إضافة شرط الحصول علي معدل 90% في الصفين الدراسيين السابقين لتقليص العدد وسيكون الفرز النهائي من خلال امتحانات القبول التي يجب أن تكون مرتبطة بالمنهج الدراسي، وبالمهارات الذاتية للطلاب وبعيدة عن الأساليب الخبراتية غير المألوفة وكم سيكون من الحكمة بمكان .. لو أسرع مكتب التربية والتعليم بالتنسيق مع الأخ القاضي/ أحمد عبدالله الحجري رئيس المجلس المحلي للمحافظة وهيئته الإدارية.. للبدء بتشكيل مجلس الأمناء ووضع التصورات الأساسية للقبول، والخطة العامة لبرنامج مدرسة المتفوقين، والأحرى والأولى أن تسمى «مدرسة هائل للأوائل» تيمناً باسم الحاج هائل سعيد رحمه الله الذي ستتكفل أسرته بإقامة المشروع، والتماساً من حظهم على قول المثل اليمني «خذ من السعيد ولو عود»!! .. وأمامنا فترة كافية لترتيب كل ذلك مقدماً وستكون مبادرة نوعية في التخطيط الواعي المسبق لمشاريعنا خروجاً على قاعدة التعامل القائمة «مابدا بدينا عليه» وبالله التوفيق.