لعلنا ندرك جميعاً أن الأفعال الخارجة على النظام والقانون لاتقتصر تأثيراتها السلبية على تشويه الصورة الحضارية للإنسان اليمني بل إن تأثيرات تلك الأفعال التي يقترفها البعض إما بدافع الحماقة أو بسوء النية هي من تتعدى ذلك إلى إلحاق الضرر بمكونات النشاط الاقتصادي وقدرة الجهات المختصة على جذب الاستثمار الأجنبي وتنشيط قطاع السياحة في الوطن والذي أصبح أحد أهم المجالات الحيوية المعول عليها في توفير المزيد من فرص العمل والحد من البطالة وتعزيز معدل النمو الاقتصادي مايعني تماماً أن من يرتكبون تلك الحماقات الخارجة على النظام والقانون لايسيئون فقط لأنفسهم ووطنهم..بل إنهم يلحقون الأذى بعدد كبير من الأسر التي يفقد عائلوها مصادر رزقهم ومعيشتهم بسبب تصرف خاطئ وفعل فردي منبوذ، ربما قد يستغل إعلامياً للتشويش على ماينعم به اليمن من أجواء آمنة ومستقرة ومايتميز به من خصائص اقتصادية وسياحية جذابة وكذلك فإن من تستبد بهم حماقاتهم ويلجأون إلى اقتراف مثل هذه الأعمال الطائشة المؤدية إلى زرع المخاوف والقلق وتعكير مناخات الأمن والاستقرار وما أحدثوه مؤخراً بعدد من السياح الأجانب في منطقة مأرب إنما هم بتلك السلوكيات يرتكبون جرماً كبيراً يندرج في إطار معصية الخالق عز وجل والتنكر والجحود للوطن الذين يدعون الانتماء إليه إلى جانب أنهم بتلك الأعمال الخارجة على الاعراف والقوانين هم من يسيئون إلى أخلاقيات المجتمع اليمني وقيمه النبيلة. ونحسب هنا أننا جميعاً نرى ونلمس ماتموج به المنطقة والساحة الدولية حولنا من متغيرات وتطورات متسارعة وأن هذه الظروف المليئة بالتحديات هي من تستدعي من كافة أبناء الوطن أفراداً وأحزاباً وقوى سياسية واجتماعية التحلي بقدر كبير من الوعي والفطنة والحكمة والشعور الصادق بأن الإبحار في وسط تلك الأنواء والعواصف يتطلب الحرص الشديد على سمعة الوطن وأمنه واستقراره وبما يحفظ له مكانته ووجهه المشرق كبلد للأمن والأمان. وبلاشك فإن أهمية هذه المرحلة تبدو بارزة وجلية في مضمون تلك الخطوات التي تضعها قيادتنا السياسية بزعامة فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح في صدارة الأولويات الواجب تنفيذها من أجل القضاء على البطالة وتحسين المستويات المعيشية لجميع فئات الشعب والحد من عوامل الفقر وصولاً إلى بناء دولة عصرية قادرة على مواكبة التحولات الشاملة التي يشهدها عالم اليوم والعبور إلى المستقبل بثقة عالية وتسجيل حضورها الفاعل والمؤشر في الخارطة الدولية ومن المؤكد أن صنع مثل هذا التطور هو من يقتضي أن نضع الوطن في حدقات عيوننا وأن نحترم قوانينه وأنظمته وأن نشارك في بنائه كل من موقعه بصدق وإيثار وأن نغلب مصالحه العليا على مادونها من المصالح الذاتية والأنانية، فقد أمرنا الله عز وجل في محكم كتابه الكريم بأن نعمل قال تعالى: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» صدق الله العظيم، ففي هذه الآية الكريمة إشارة واضحة وصريحة في الحث على السعي طلباً للرزق ومضاعفة الجهد وزيادة الإنتاج لنحيا سعداء في أرض السعيدة جنّب الله شعبها وقائدها كل مكروه وشر وكفى بالله وكيلاً. رئيس محكمة شمال الحديدة