في مثل هذا اليوم أول جمعة من شهر رجب يحتفل اليمنيون بدخول الإسلام إلى اليمن برسالة حملها الصحابي الجليل معاذ بن جبل «رضي الله عنه» من سيد الكونين وخاتم النبيين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً، وهي مناسبة جليلة وشعيرة من شعائر الإسلام. كان أهل اليمن أهل كتاب نصارى ويهود ولكنها النصرانية واليهودية التي حرّفها بعض المتطرفين من أهل الكتاب، وتميز الإسلام عن هاتين الرسالتين بأن ظلت محفوظة بحفظ الله لأصلها وهو القرآن الكريم «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» وعُرف القرآن الكريم بأنه المحفوظ في الصدور، والمكتوب في السطور، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ تنزيل من حكيم حميد. لقد عاشت اليمن قبل الإسلام حياة عامرة بالمشكلات الاجتماعية والحروب المستمرة.. بل لقد عانى النصارى اضطهاد اليهود لهم؛ فلقد قصّ القرآن قصة أصحاب الأخدود؛ حين رمى اليهود نصارى نجران في أخدود يشتعل بالنار ذات الوقود. غير أن الرسول الكريم «عليه الصلاة والسلام» قد أوصى معاذ بن جبل مع ذلك أنه سيأتي قوماً أهل كتاب، وتضمنت الوصية الدعوة إلى الإسلام بالتدريج؛ يبتدئ معهم بالأمر الأكثر أهمية؛ ثم المهم وهكذا. رحب اليمنيون بالإسلام لأنه يدعو إلى المحبة والتسامح والأخوّة في الله وفي رسوله، وأن يعيش المجتمع في سلام بعيداً عن الحروب التي تُهلك الحرث والنسل، وتقلق السكينة العامة، وتهدد الناس في عيشهم الضروري. في مدينة تعز، اعتاد أهالي المدينة وكثيرون من ضواحيها أن يحضروا صلاة الجمعة في مدينة «الجند» حيث يقع أول مسجد في اليمن، وحيث قامت أول جمعية في هذا القطر المبارك الميمون، وحيث خطبة الجمعة تذكّر الحاضرين بضرورة الالتزام بآداب الإسلام وتعاليمه الخالدة. وما أحوج المسلمين جميعاً أن يعودوا إلى تعاليم الإسلام الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، كما يعمق في نفوس المؤمنين معاني الوحدة التي هي من أقدس شعائر الإسلام.