يبدو أن بعض الفضائيات العربية الممولة من دول كبرى تبحث عن تبرير لفشلها الذريع في كسب ثقة المشاهدين، ولذلك نجدها تهرع إلى حشد ما يقع عليها من أسماء مستهلكة ليس لديها ما تملكه أو تحمله من آرآء أو مواقف غير تلك المعادية لأوطانها! لعل الأمثلة على تلك الفضائيات ما تتناوله «الحرة» بين الحين والآخر من قضايا يمنية، حيث تغرق في ترداد خطاب سلبي لبعض الأصوات المعروفة بدأبها على التنطع وإهراق ماء وجهها نظير الأموال المدنسة حتى من الشيطان، وكان الأحرى بمثل هذه القنوات التي تتناول قضايا الأوطان اختيار الأصوات التي تحظى باحترام وثقة من الأصوات المعارضة في الداخل. وعلى سبيل المثال فإن اليمن يتيح حرية الآراء، ولديه تجربة ديمقراطية تعددية انموذجية، ولا يضيق بالرأي والرأي الآخر، لكن عندما تتيح مثل تلك الفضائيات لأصوات من خارج منظومة المعارضة الداخلية ولم تستوعب حتى مجرد التحولات الديمقراطية التي يعيشها البلد، فإن ذلك يدعو إلى الشك في أهداف الخطاب الإعلامي لمثل هذه الفضائيات التي تحاول الإساءة بشكل واضح إلى اليمن وشعبه وتجربته. إننا لا نضيق بحرية الإعلام طالما أن هذا الإعلام يلتزم الموضوعية، ويبتعد عن الإساءة والتقييم والترويج لبضاعة بائرة ولأصوات ليس لديها ما تقدمه لوطنها وتجربته غير التباكي بعد أن فقدت ثقتها بنفسها، حيث نجدها تحمل معاول الهدم والإساءة كلما أتيح لها فرصة الحديث عبر وسائل الإعلام، لذلك ندعو دوماً إلى أهمية التفريق بين الغث والسمين!!