شاهدت بالأمس القريب أشبه ما يكون بمحاضرة سياسية لرئيس الوزراء الفلسطيني المقال «أبو العبد هنية» .. وبالرغم من ظهوره بهيئة حماسية فلقد كان على درجة من الأدب والذوق وهو يتحدث عن رئيس السلطة (ATHOORTY) أبومازن، الذي وصف حماس بالخوارج والانقلابيين المجرمين. وقال: إن الخلاف ليس بين منظمة التحرير وحماس، وليس بين أبي مازن وأبي العبد اسماعيل هنية، ولكنه بين حماس وجماعة متنفذة في منظمة التحريرفهل يستجيب الشعب الفلسطيني للانتخابات الرئاسية؟!. لقد ذكر الأستاذ هنية مبادرات كثيرة أبدتها دول عربية ومن بينها بلادنا التي حرصت من خلال اتصالات مكثفة قام بها فخامة الأخ الرئيس مع جميع الأطراف في سبيل رأب الصدع ولم الشمل وجمع ما تفرق من رؤى ومواقف فلسطينية، على أن هذا الاختلاف إنما يخدم أعداء فلسطين والأمة كلها، هذا الكيان المتكبر المتغطرس الذي يسرّه، بل يخطط كي يختلف أهل فلسطين والعرب عامة. كان بيان الأستاذ هنية واضحاً وصريحاً، ومن ضمن الإيجابيات في هذا البيان أو المحاضرة أو الإعلان هو سعيه للحوار وتأكيده أهمية الحوار. وقال هنية: إن أهل فلسطين هم عمق لكل الأمة العربية.. بل أكد أن الإمارة الاسلامية المزعومة، والتي تخيف الكيان اليهودي في المقام الأول وبعض الدول العربية: إن ذلك إلا محض افتراء وكذب زائف. والحقيقة أننا أصبحنا نعذر هؤلاء الذين يخافون من أن تنشأ دول محكومة ببعض هذه الحركات الإسلامية التي لا تعرف من الإسلام إلا بعض مفهومات مغلوطات ومشوشة تمليها شخوص ذات أهواء وطموح تهدف لإقامة إسلام لا يمت لشريعة الله بصلة. ولقد ذهب هنية يخاطب بعض فتيان من أهل فلسطين قاموا «انتصاراً للإسلام» باختطاف «جولستون» الصحافي البريطاني الذي دخل في ذمة أهل فلسطين، وبهذه الذمة أصبح آمناً .. نخشى أن يدخل الفلسطينيون في حرب أهلية المستفيد الوحيد منها هو الكيان اليهودي. ليس لنا حكم في الانحياز لأي طرف من أهل فلسطين، فالشعب الفلسطيني يعلم المفسد من المصلح، وإنما ننحاز شعباً وقيادة إلى الحق الفلسطيني السليب، كما أن لأحد يعتنق الإسلام الحق برفض أي دخيل على هذا الدين يفسره وفق مزاجه.