عندما يموت الضمير ويُصلب الانتماء إلى الوطن على أبواب السفارات .. وعند - أسياد- الحفنة المرتزقة الذين يتاجرون بتراب الوطن وأمنه واستقراره ويعقدون الصفقات بقلوب باردة .. وواضحة .. كما ظهرت الجمعة الماضية في قناة «الجزيرة» وأكدت للجميع بأن الحياء - انعدم - وذرة ضمير أو حب للوطن لم يعد موجوداً .. وما تبقى شيء من الشفقة على ذلك التخبط والاضطراب اللذين يقدمان شخصية المتمردين على حقيقتها ويعرضان بوضوح العاهات - المستديمة - في نفوس وعقول البائعين والمتاجرين بالقيم والمبادئ والثوابت الوطنية. ولا عتب لقنوات تبحث عن الإثارة ولا تضع حداً للسفاهات والوقاحات التي تجود بها قرائح البعض .. كون ما تقدمه يفضح مستور أولئك أكثر مما يستر .. وكل من شاهد كيف كان يقفز الحوثي يحيى على المنطق والعقل والأدب والوطن عرف وتأكد أنه وأمثاله ليسوا أكثر من مرتزقة والجميع يكن لهم كل البغض والكراهية. لقد ظهر مهزوزاً .. ومرتبكاً .. لا يقوى على قول جملة مترابطة مفهومة .. ولا يحسن أية طريقة أو وسيلة للإقناع لأنه فارغ المضمون .. حركاته هستيرية ..ونياته معروفة .. وأهدافه مكشوفة .. ولغته هابطة .. وممجوجة. من سويسرا .. السعودية .. اليمن .. وكثير من البلدان .. ألجموه .. وأفحموه بكلمات قوية .. وبردود ساخنة، وتساؤلات كشفت «البئر وغطاه» .. ويكفي أن الغيورين على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وديمقراطيته تولوا الرد بوازع وطني وشعور ذاتي حمَلهم أمانة الوقوف في وجهه .. ووجه أمثاله .. إنهم فئة ضالة ومتمردة وخائنة وعميلة، ومشروعهم السياسي الذي تحدث عنه هو ذلك المشروع الذي تابعنا تفاصيله في ثلاثة حروب .. قتل .. تشريد .. سفك دماء .. وإقلاق سكينة .. ونسف الأمن والأمان . لقد كبدوا الوطن خسائر فادحة سياسياً .. اقتصادياً .. تنموياً .. اجتماعياً .. وبشرياً.. وبنظرة فاحصة لما تسببوا فيه من تدهور للوضع المعيشي وضربات قوية للاقتصاد الوطني إضافة إلى ما ارتكبوه من سفك للدماء.. فإننا سنصل إلى حقيقة أنهم مارسوا الإجرام في أبشع صورة !. لاحظوا - أيضاً - أين وصل الحال بحليق الذقن والشارب .. إلى حد الاستخفاف بالآخرين والتقليل ممن يفوقونه عقلاً وأدباً وأخلاقاً وتواضعاً تحت الشعور بالنقص. نصر طه مصطفى .. ليس كما أنت - نكرة - إنه رجل يملأ ما حوله .. من أسرة كريمة وعريقة وأصيلة .. وأستاذ مميز بعقليته المتفتحة .. وأخلاقه العالية .. ومعروف عنه .. وعن إخوانه ومن قبلهم والدهم بأنهم يسكنون القلوب دون استئذان. كان بإمكان المتحدث - المطلوب دولياً - أن يستأجر من يلقنه دروساً في الطرح ليستوعب ماذا يجب أن يقول .. ويدفع أجور ذلك من أموال من استأجروه .. لكنه مارس الغباء في أوضح صوره وكشف للجميع المستوى الفكري له ولفصيلته من المتمردين .. وأسلوب الخطاب .. وطريقة تجاذب أطراف الحوار .. وكيف بإمكانهم أن يهبطوا بكل شيء .. وأي شيء .. إلى أسفل سافلين!!.