لا أعتقد أن من لوازم (الديمقراطية) أن نسمع صوتاً نشازاً يتجنى على الوطن، ولا يضع للانتماء إلى هذه التربة الغالية أي حساب.. ولا نقول له ماذا أنت عليه؟!.. الثوابت الوطنية لا تقبل التفريط بأي حال كان.. وليست ديمقراطية أن (ينفض) أي شخص الحب والولاء والانتماء للوطن عند باب أي سفارة خارجية.. أو في أي بوق إعلامي وبشكل مقزز يثير الغثيان ويدعو الآخرين لاستجماع متواليات العجب والغرابة من الحال الذي وصل إليه البعض إلى حد ممارسة التفاهة مع نفسه.. والتفريط بموطنه!!. صحيح أن (الديمقراطية) نهج لا بديل عنه، وخيار لن نرضى بغيره، لكن الأصح من ذلك أن الديمقراطية لا تتحمل استخدامها للإساءة!. رضينا بالإساءة إلى الشخوص.. وعلى مضض نغض الطرف أمام الإساءة إلى رموز الوطن؛ على اعتبار أن التضحية شرط أساسي لتثبيت الهدف.. والديمقراطية هدفنا الذي يجب أن نتقبل (المر) فيه قبل (الحلو). لكن الأمر يختلف مع الوطن.. والذين اعتادوا على الخروج عن نص الأدبيات والأخلاقيات لا يجب أن نقول لهم قولوا ما شئتم.. وبيعوا ما أردتم.. وافعلوا ما بوسعكم.. فهناك شيء لا يقبل القول (النتن) ولا البيع (الرخيص) ولا الفعل (القبيح).. وهو الوطن!. لا شأن لي .. ولا لغيري في النتوءات.. والأحقاد.. والأمراض المستعصية.. فكل إناء بما فيه ينضح، لكن شأننا جميعا أن نقف بالمرصاد لمن باعوا ضمائرهم ولم يجدوا حرجاً ولا رادعاً في أن يبيعوا (وطنهم)!!. الأمثلة هنا تتكرر وتتزايد.. ومن يقبض ممن يستأجره، ومن يتردد على أبواب السفارات، ومن يستقوي بالخارج أصبح معروفاً للجميع.. وحسبة العد والعدد لا تحتاج إلى فهم في جدول الضرب فقط تابعوا ما يكتبه (البائعون) وما يقوله (العملاء). وكما يبدو أن الذنب متعلق بالغياب من دروس التربية الوطنية التي كان يهرب منها (شطار) الفرقة والشتات والسفاهات والوقاحات، هذا إذا اعتبرنا أنهم مرّوا على مادة دراسية اسمها (التربية الوطنية). وقفات أولئك الذين (احتل) الخارج عقولهم وقلوبهم وجيوبهم.. كيف لهم أن يتكلموا؟!. عندما يسيطر المرض.. يتفشى الوباء.. عافانا الله جميعاً من وباء البلاء والشقاء!. الوحدة اليمنية تعمقت وتجذرت.. فموتوا بغيظكم وأحقادكم!. [email protected]