إلى كل مواطن يمني : إذا كان شرطي الأمن المركزي الذي يقف في الشارع لا يعجبك أو أنك لاتثق بإمكانياته، فاعلم ان هناك جندياً الكترونياً على الإنترنت بوسعه إيصالك إلى القيادة العليا للأمن المركزي «قبل أن يرتد إليك طرفك» ! أمس دشنت قيادة الأمن المركزي موقعها على الانترنت «yemencsf. org»، الذي خصصته للتوعية الأمنية والوطنية، وتلقي شكاوى وبلاغات المواطنين أينما كانوا في ربوع الوطن، إذ إن الموقع فيه كافة أرقام فروع الأمن المركزي بالمحافظات بل وأيضاً أرقام القيادة بصنعاء، وفيه بريد الكتروني ونافذة لتقديم الشكاوى، وفي غضون أسابيع سيكون هناك نافذة «شات» تسمح لأي مواطن بالدخول إليها والدردشة مع مسؤول رفيع في قيادة الأمن المركزي. وباختصار يمكن القول ان الداخلية وضعت جندياً الكترونياً تحت خدمة «أبو يمن» على مدار «24» ساعة، وأجمل ما في هذا الجندي الأمني أنه لا ينفعه التكشير بوجه المواطن، ولايخزن قاتاً، ولايطلب حق «ابن هادي» فهو صورة حضارية جديدة تستدعي من المواطن التعامل معها بأسلوب حضاري أيضاً، والانتفاع منها بالصيغة الأمثل لأننا جميعاً بأمس الحاجة إلى من نشكو إليه همومنا، أو الظلم الذي يحيق بنا، أو عجرفة بعض المتنفذين الذين يعتقدون أنهم فوق القانون والمحاسبة. من الآن وصاعداً لن يبقى الفاسد، أو الظالم في مأمن من عيون العدالة، ولن يكون من السهل على أحد أفراد الأمن ابتزاز مواطن عند نقطة أمنية لأن هناك جندياً الكترونياً لايضيق صدره بشكوى أحد، ولن يكلف المواطن أكثر من دخول مقهى انترنت والكتابة إليه وكل الأمر لا يكلف أكثر من عشرة أو عشرين ريالاً. هذا ما أكده أمس العميد/يحيى محمد عبدالله صالح أركان حرب الأمن المركزي أمام الصحافيين، وقال إن هناك رغبة صادقة ومخلصة لتعزيز الثقة والعلاقة بين المواطن ورجل الأمن.. وتذويب الحساسيات القائمة حالياً لدى البعض. بتقديري إنها خطوة عظيمة تستحق من اليمنيين تثمينها والتفاعل معها.. وهي أيضاً تؤكد أن أجهزتنا الأمنية ليست مؤسسات متخلفة بل إن العقول التي تديرها أكثر انفتاحاً من العديد من المؤسسات الأخرى التي فشلت في استيعابها لثقافة العصر، وتقنياته، واحتياجاته كما هو الحال مع وزارة الاتصالات التي مازالت تعتز بلقب «أغلى انترنت في العالم». إن الطبع البشري لايتقبل التغيير بسهولة لأنه يخشى المجهول، وهذا ما أتوقعه في البداية لموقع الأمن المركزي الإلكتروني الذي قد يشكك البعض بجدية تعامله مع الشكاوى.. ولكن العقل يقول ان التجربة خير برهان، وعلينا أن نكون جادين في تعاطينا مع هذه الخدمة ومتفائلين بالنتائج حتى تثبت العكس أو تؤكد حقيقة نفسها. لقد أسعدني كثيراً هذا المشروع لأنه يمثل خطوة لترسيخ الأمن والاستقرار والتلاحم بين الدولة والمواطن من خلال الثقة المتبادلة بين طرفي العلاقة.. فالعالم كله يواجه تحديات أمنية خطيرة ترتكب بسببها المجازر، لكن اليمنيون وحدهم من يؤكد ان الحكمة يمانية فعلاً، وان من تشتد عليه الفتن فعليه باليمن.. فكل الحب والتقدير لهذه المبادرات الوطنية الرائعة.