دشنت قيادة الأمن المركزي بصنعاء اليوم الأربعاء إطلاق أبوابها الأمنية عبر موقعها على الانترنت، متصدرة بذلك كأول دولة عربية تقدم خدماتها الأمنية عبر الشبكة العنكبوتية، برسائل مكتوبة، وخطوط ساخنة مع القيادات الأمنية المسئولة، تستقبل شكاوى المواطن على مدار الأربع والعشرين ساعة. موقع الأمن المركزي (www.yemencsf.org) الذي تم تدشين المرحلة الأولى منه اليوم سيمر بثلاث مراحل– بحسب مصممه أنور شعلان- وسيعمل على تقديم خدمات ومعلومات عن الأمن المركزي، وبناء قاعدة بيانات، وعمل وسط لتبادل هذه البيانات بين القيادة المركزية وفروعها، وسيكون هناك برنامج يعمل على فرز هذه البيانات وإعادة توزيعها الكترونيا على جهات الاختصاص. إلاّ أن الأهم في هذا الموقع هو الخدمات الالكترونية التي سيقدمها الموقع لعامة المواطنين ولمنتسبي الأمن المركزي في آن واحد، إذ سيكون بوسع أي مواطن إرسال شكواه عبر الموقع، والإبلاغ عن أي تهديد أمني يتعرض له أو أي مشكلة يواجهها.. وبوسعه أيضاً الاستعانة ب(الشات) الذي هو عبارة عن خط ساخن مع أحد المسئولين في قيادة الأمن المركزي، والدردشة معه بشأن الإشكالية التي يواجهها المواطن‘ في نفس الوقت الذي وصفته قيادة المن المركزي بأنه سيكون "العين" على منتسبيها في حالة ارتكابهم أي مخالفات. العميد يحيى محمد صالح- أركان حرب الأمن المركزي- أكد في مؤتمر صحافي في مقر الأمن المركزي: أن الفكرة الرئيسية لإنشاء هذا الموقع هو كسر الحاجز النفسي بين الأجهزة الأمنية والمواطن، وإيجاد علاقة إنسانية بين المواطن ورجال الأمن، مبنية على حب الوطن، وخدمته.. لافتاً إلى ما شدد عليه الرئيس علي عبد الله صالح بأن على رجال الأمن السعي لكسب ثقة المواطن، مثلما على المواطن احترام القوانين. وأوضح – في معرض رده على استفسار ل"نبا نيوز": "أن الموقع توعوي لرجال الأمن والمواطنين كلاً بحقوقه وواجباته.. ولتلقي الشكاوى"، مؤكداً: لقد "حرصنا على مبدأ الشفافية في هذا الموضوع على أساس انه كلنا- في الأخير- كرجال أمن مواطنين ونحرص على كشف حب وغيرة المواطن، وهذا لن يحدث إلا إذا شعر المواطن أننا في خدمته بكافة الوسائل وبأسلوب حضاري". وتابع: "إننا علينا كرجال امن أن نغير من أسلوبنا وتعاوننا مع المواطنين حتى نكسب ثقتهم ونجعل المواطن عوناً لرجال الأمن، فيكون هو رجل امن حقيقي، لأنه إذا تعاون رجال الأمن مع المواطنين سيكون لذلك دور كبير جدا في ترسيخ مهام رجال الأمن- وخاصة في الإبلاغ عن الجرائم والعناصر المخلة بالأمن.. وفي حال انه المواطن لم يتعاون سنواجه صعوبة في جمع المعلومات وكذلك تحديد العناصر المخلة بالأمن". وحول رؤيته في سرعة إنجاز الموقع، أفاد العميد يحيى: لقد لا حظنا انه ما زال هناك شيء من الحساسية من الإعلاميين في الأجهزة الأمنية، كما لاحظت أن العلاقة بين رجل الأمن والمواطن ما زال فيه كثير من الحساسية، لذلك كانت الفكرة كسر الحاجز النفسي لدى المواطن"، وقال أنه يريد إيجاد علاقة إنسانية بين رجل الأمن والمواطن. وأشار إلى أن الأمن المركزي يحرص دائماً على دعوة الشخصيات الاجتماعية والإعلاميين في أي فعالية يقيمها، وكان في السابق من المستحيل أن تجد عنصر نسائي في أي معسكر أو وحدة أمنية لكن الآن العنصر النسائي موجود ليس كزائر وإنما ضمن وحدة من أهم وحدات الأمن المركزي وهي مكافحة الإرهاب، وهناك عدد من الدارسات في معهد "فرانسيس جاي" ليس من الأمن المركزي وإنما من الأجهزة الأمنية الأخرى. وانتقد العميد يحيى صالح موقع وزارة الداخلية لعدم تفعيله، وتصميمه لم يكن كما كان مأمولاًن ولفت إلى أن الفكرة من الموقع والايميل ونافذة الشكاوى والمقترحات ونافذة صندوق البريد، والتلفون وتلفونات الفروع هذه كلها تفيد شكاوى المواطن وتؤسس لعلاقة مباشرة، كذلك ليكون منتسبي الأمن المركزي يعرفون أنه في حالة ارتكابهم أي مخالفة هناك من سيبلغ عنهم، فإذا كان هناك ابتزاز من رجال الأمن المركزي في نقطة تفتيش أو في بوابة منشأة وتعرض المواطن لأي مضايقة أو ابتزاز يعرف الجندي أن هناك وسيلة اتصال ولن يكون صعبا الوصول للقيادة- سواء عبر البريد الالكتروني، الشات، التلفون، الفاكس- يعني سيتحول المواطن إلى عين ومراقب على منتسبي الأمن المركزي