مفاهيم ومصطلحات نسمعها.. ونقرأها ونتداولها.. مفاهيم تلامس حياتنا اليومية.. وتعبر عن واقع.. أو طموح مرتجى أو حلم نبتغي الوصول إليه.. الشفافية.. الاستثمار.. التقدم.. التطور.. الديمقراطية..البناء المؤسسي وتظل تسمع وتردد وتقول وتتمنى وتحلم .. ولكن إذا ماخلوت إلى نفسك ستجدك تردد هواجس يعكسها الواقع هنا وهناك، بعض هذه الهواجس هي كوابيس ولكنها كوابيس واقعية.. كوابيس تعكس آلاماً وجراحات ونزيفاً بل نزيفاً حاداً ومنها على سبيل المثال لا الحصر: الغش في الاختبارات .. هذه القضية أعدها أكبر كارثة تنخر في المجتمع وهي التي ستصيبنا بمقتل إذا لم نتدارك الوضع.. وبإذن الله سنحاول الكتابة حول هذه القضية كونها «انتحاراً جماعياً» ولكن ليس للمرضى النفسانيين المصابين باكتئاب حاد. الغش في المواد الغذائية «تخيلوا مستقبلنا الصحي في ظل تلوث غذائي مقصود». وأتمنى على المهتمين التفاعل والحديث حول هذا الموضوع الرشوة .. الفساد الأخلاقي والقيمي .. الرشوة التي تعد مدخلاً من مداخل بل من أهم مداخل وعوامل انهيار المجتمعات والشعوب لأن «الأمم الأخلاق ما بقيت» كما قال الشاعر الظلم وتطويل القضايا ، نهب الأراضي وتزوير الوثائق وغيرها الكثير من القضايا والمشكلات والظواهر التي تحتاج إلى مناقشات ودراسات ومعالجات بجدية ومصداقية ..ولكن يبدو لي أن الأعز الأمين الوائلي قد وضع مبضعه على الجرح النازف والقضية الأساسية والجوهرية التي تعد مقدمة ومدخلاً أساسياً لكل المشكلات والانحرافات. القضية التي ناقشها بهدوء وشفافية واختصار الإعلامي العلم الشاب الأروع أمين الوائلي (الجمهورية الخميس 30/8/2007م ) حول التزوير وأنا أؤيده على كل ماورد في مقاله الرائع.. فقد لامس الجرح بالحديث عن تزوير الشهادات والوثائق والصكوك..الخ فبالله كيف سيكون التعليم على أيدي أناس مزورين غشاشين مدلسين أوَ ليس فاقد الشيء لايعطيه.. وإذا كان التزوير ضد الأخلاق فماذا تبقى من أخلاق هؤلاء.. وإذا كان التزوير ضد الأمانة فماذا تبقى من الأمانة لدى هؤلاء وأفترض أن شخصاً ما قال «رجاءً لا أريد الحديث عن المبادئ والقيم والاخلاق والأمانة والشفافية ولكني أريد الحديث والتناول للموضوع من زوايا أخرى!!» لنقبل مايريد ولنتحدث.. هل نتحدث عن الأضرار والمخاطرالاقتصادية لنتأمل الاضرار الاقتصادية.والتنموية الناتجة عن التزوير والتدليس والغش. هل تريدون الحديث عن المخاطر والاضرار المستقبلية الناتجة عن التزوير..؟ تأملوا فقط كيف هو الغد الناتج عن التزوير والغش والتدليس.. ما الذي يمنع تطبيق القانون بصرامة وشفافية على المزوّرين سواء أكانوا اساتذة أم دكاترة أم مدراء عموم أم .. كيفما كانوا وأينما كانوا ولنبدأ بالأخطر والأكثر ضرراً.. دائماً أردد مفهوم النمذجة أو ال modeling من منظور تربوي، ونفسي وحياتي ودائماً أتألم عندما نقرأ ونسمع نقداً.. أو تجريحاً، وجميل أن يكون هناك نقد وتقييم بهدف التعديل والتحسين والتصويب والتجويد والبناء والتشييد وتصحيح المسار ..ولكن الاقتصار في الحديث عن المثالب والعيوب والاخطاء وجوانب القصور رغم الأهمية له من الاضرار والنتائج العكسية ادراكها أي النتائج والاضرار بموضوعية وتجرد سيجعلنا ندرك أهمية التوازن في الحديث والكتابة. وأنا أقصد بالأخطار والمضار هنا الاضرار التربوية والنفسية والاجتماعية.. فعندما نصل إلى قناعة أنه «مافيش فائدة» .. ونصل إلى قناعة أن الجميع فاسدون ولا أمل والكل مقصرون ولافائدة.. و.. و.. إلخ من برمجة الذات والوعي بصورة سلبية . ومهما يكن من أمر فالحديث ذو شجون بل وأكثر في هذه القضية وربما نعود إليها باحثين عن الحقيقة وساعين إلى توجيه الذات ونمذجة الحياة و«ماأضيق العيش لولا فسحة الأمل». تحية لهؤلاء تحية للرجل الذي تشعرُ أنه يحب اليمن بصدق ومصداقية وعقل ومنطق وأخلاق.. تحية للإنسان عبدالقادر علي هلال الوطني رجل الدولة أو رجل الدولة الوطني.. تحية خالصة من القلب والعقل والضمير للعميد محمد صالح شملان محافظ محافظة الحديدة سابقاً، محافظ محافظة أبين حالياً.. تحية له من الأزقة والمنعطفات والشوارع والأحياء والحارات.. تحية له من الدوّار الجنوبي.. ومن ميدان وساحة 22 مايو .. وتحية له من قمة جبل راس وجبل برع الذي كان الوصول إليه مستحيلاً، وأصبح سهلاً وبسيطاً.. تحية لشملان من أزقة حارة اليمن والعبالية وسوق الهنود وحارة الترك التي صارت مرصوفة بأرقى المواصفات .. تحية له من شوارع الحي التجاري وشارع الجامعة وشارع الستين والخمسين ومدينة الطب.. تحية له محباً لليمن كل اليمن .. ومترجماً حبه إلى مشاريع نكرانها مستحيل .. مستحيل .. مستحيل. عبدالله الصعفاني .. الكاتب المبدع .. النزيه .. الشريف الذي تشعر بصدقه يخترق الوجدان بمجرد البدء في القراءة .. وللحديث عن الصعفاني نحتاج لوقفات وبإذن الله يكون ذلك.. هاجع الجحافي رئيس تحرير صحيفة «مال وأعمال» صاحب مشروع وقضية.. فنان.. كاتب.. أنيق.. هذا الجحافي يستحق الحب والاحترام .. ويستحق الثناء الحسن وإلى اللقاء