- مع أول أيام الشهر الفضيل، تنقلب حياتنا، ونغير ضبط منبّه الساعة من الصباح إلى ما بعد العصر، والبعض يضبط المنبّه على أذ ان المغرب حتى لا يضطر إلى غسل وجهه مرة، والوضوء مرة ثانية؛ فهو يجمع الكل في «وجبة» رمضانية واحدة!!. - الدوام الرمضاني - الحكومي- يبدأ العاشرة، وينتهي الثالثة عصراً، هكذا تقول الخدمة المدنية والجرائد الرسمية.. وأغلب الموظفين يقول بخلاف ذلك تماماً. فهؤلاء ينامون إلى ما بعد الظهر، وفئة إلى ما بعد العصر، والدوام الحكومي ينام إلى ما بعد العيد وسبلته!!. - في رمضان أكثر ما يهتم به الناس والأُسر هو الطعام بأنواع وأشكال مختلفة، ولا تجد أصناف المأكولات والمشروبات والحلويات كما تجدها في رمضان؛ بل إن أنواعاً كثيرة من أطايب المأكولات والمشروبات مقصورة على شهر الصوم. - ليس الدوام الحكومي وحده، ولا النوم واليقظة وحدهما، من ينقلب في رمضان، كل شيء وآية تنعكس تماماً.. فهذا شهر الصوم والجوع والتخفف من الشهوات.. إلا أننا حولّناه إلى شهر للتخمة والسمنة والإكثار من الشهوات والملذات. - غريب بالفعل هو حالنا مع العبادات والشعائر الروحانية والدينية، فلا العبادة عادت عبادة، ولا الصوم عاد تخففاً، ولا الطعام عاد بقدر الحاجة. - أن نتفاقد الفقراء ونتلمس حاجة المحتاجين والمعسرين.. هو ما يعنيه أن نجوع نهاراً خلال أيام الشهر الكريم. - ليس المقصود أن نجوع لذات الجوع، ثم نثقل على أنفسنا في الأكل والمتع مساءً؛ وإنما هناك معانٍ أخرى يلزمنا مراعاتها حتى لا نكون كالصائم الذي ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش. - الصوم مدرسة، وجامعة، وحياة من الروحانية والإنسانية اللطيفة.. به نحاول جادين العودة إلى الإنسان الأول الذي كُنَّاه.. ثم أخذتنا عنه الدنيا.. كل عام وأنتم طيبون. شكراً لأنكم تبتسمون