لعل في تاريخ اليمن ذكريات ذات صفحات ناصعة وأياماً تاريخية لاتنسى لها معانٍ كبيرة وعظيمة ولها دلائل وأحاسيس ومشاعر صادقة خاصة إذا كانت ذكريات ومناسبات وطنية .. والإنسان الذي يتذكر الماضي هو الإنسان الناجح لأنه يعيش في الحاضر وفي نفس الوقت لم ينس الماضي لما له من حسناته وسيئاته والإنسان الذي لم ينس الماضي يستطيع أن يأخذ من حسناته ويترك سيئاته . هانحن نتذكر أروع وأفضل وأجمل مناسبة عشناها إنها مناسبة عيد الثورة ، ثورة ال«26» من سبتمبر التي مرت عليها «45» عاماً ومازلنا نتذكر المآسي التي كان أباءنا يعيشونها في ظل الحكم الإمامي المباد من ظلم وذل وتخلف واستبداد وفقر ومرض طيلة حكم الظالم الإمام/ يحيى حميد الدين الذي بسط نفوذه على اليمن وكبت حريات الشعب فحرمهم من أبسط حقوقهم فماكان من المخلصين من أبناء الوطن سوى الانقلاب عليه مؤملين أن يسيروا باليمن نحو آفاق المستقبل والتقدم والازدهار فنصبوا له كميناً ناجحاً وأردوه قتيلاً عام 1948م لكن ثورتهم لم تدم سوى خمسة وعشرين يوماً فقط عندها تولى ابن الإمام يحيى المدعو أحمد وانتقم من الثوار بمساعدة العملاء وأعدمهم جميعاً فباءت أولى المحاولات بالفشل وذهب ضحيتها شهداء أبرار وكان الإمام أحمد أشد ظلماً من أباه مماأدى إلى ازدياد كراهية الشعب له وزادت تحركات الثوار وعلى رأسهم أبو الأحرار/ محمد محمود الزبيري ومعه الكثير من المخلصين. وعندما أحس الإمام بماهو آتٍ إليه من خطر عمل على عزل اليمن نهائياً عن العالم ولقد نجح في ذلك ولكن الأحرار لم ييأسوا وكانوا يبذلون مابوسعهم لكي يقوموا بانقلاب وعندما فاض الأمر عن حده تحرك الثوار وحدثت حركة 1955م بقيادة الثلايا أحد رموز النضال الوطني وكادت الخطة أن تنجح لولا دهاء الطاغية الذي أمر بإعدام الثلايا ورغم فشل هذه الثورة إلا أنها كانت الفتيل الأول لإشعال العديد من الثورات التي نغصت على الإمام أحمد حياته وأقلقت راحته فبرز قائدان آخران هما العلفي واللقيّة اللذان خططا لاستدراج الإمام أحمد وقتله في مستشفى الحديدة وفعلاً تم استدراج الإمام ومن ثم أطلق عليه النار وظن البطلان أن الإمام مات ولكن كان أكثر دهاء حيث إنه تظاهر بالموت ونجى وأصدر أمراً بإعدام اللقية والعلفي وبعد ثلاث سنوات انفجرت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر صباح يوم الخميس سنة 1962م ولقد كان ذلك يوم انتصار الحق على الباطل يوم أشرقت شمس الحرية على ربوع اليمن الحبيب . «45» عاماً من عمر ثورتنا المجيدة استطاع شعبنا خلالها تحقيق المعجزات في ظل الثورة وأهدافها العادلة ، وهناك منجزات عظيمة تحققت في هذه الفترة القصيرة من عمر ثورتنا المجيدة وماكنا نحلم به أصبح حقيقة راسخة بفضل الله ثم بفضل فارس اليمن المغوار الأخ/ علي عبدالله صالح بتحقيق أكبر المنجزات وهي الوحدة اليمنية والقضاء على محاولة تمزيق اليمن من الخونة الانفصاليين وكذلك القضاء على فتنة المتمرد الحوثي وجاء العيد الخامس والأربعون من عمر الثورة ونحن نعيش في أعراس متواصلة في ظل صانع الوحدة اليمنية ابن اليمن الباسل الأخ/ علي عبدالله صالح من انتهاجه الحكم الديمقراطي الذي يمارس قولاً وعملاً وكما شاهدناه ولمسناه في الانتخابات الرئاسية والمجالس المحلية للعام المنصرم . إن قيادته الحكيمة استطاعت تحقيق مالم يستطع تحقيقه أي قائد آخر وذلك بفضل إخلاصه وحبه للوطن والمواطن .. فمرحا للقائد والشعب بعيد سبتمبر المجيد وبالفوز الكبير الذي حققه القائد في الانتخابات الرئاسية وترسيخه للديمقراطية بحذافيرها.