يأتي احتفالنا هذا العام بالذكرى الخامسة والأربعين للثورة المجيدة 26سبتمبر 1962م والذكرى الرابعة والأربعين لثورة أكتوبر 1963م متزامناً مع هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الفضيل. وفي غمرة هذه الذكرى نعلن الانتماء وفوق بساطها نغرس مشاعر الحب والولاء ، وعندما نطالع منجزات الحاضر ونتمعّن في عظمتها لابد أن نتذكر بكل الحب أؤلئك الذين ارتضوا دون إكراه أن يكونوا أول السائرين على درب الاستشهاد لنعيش نحن من بعدهم ونتنفّس هواء الحرية الذي ماكان ليتيسّر لنا لولا الثمن الغالي والتضحيات التي قدّمها أولئك المناضلون الأبطال من أبناء شعبنا اليمني. اليوم ونحن نشعل شمعة الثورة السبتمبرية وعلى عتبات الذكرى نقرأ سطور الأمس السبتمبري لنتعلّم منها دروساً في الوفاء والتضحية والإيثار لشهدائنا الأبرار الذين زرعوا دروبنا بسنابل الانعتاق التي أثمرت بعد ذلك رضاءً وبناءً وأينعت ثمارها لتجعل من حاضرنا أشبه بالحلم الذي ماكنّا نجرؤ على أن نتخيّله في أذهاننا قبل ذلك الصباح السبتمبري العظيم . خمسة وأربعون عاماً عشناها في كنف الثورة تعايشنا فيها مع المعاني الجميلة وتعاظمت خلالها أمنياتنا مع كل عام جديد نشعل فيه شمعة لنشرع في بناء مصنع أو مدرسة أو وحدة سكنية أوأستاد رياضي. خمسة وأربعون عاماً قهرنا فيها حواجز المستحيل ومضينا نبني الوطن الذي استشهد أبطالنا من أجل تحرّره وصنْع مستقبله الزاهر دون أن نأبه لمعوقات الدهر أو تثنينا المحاولات البائسة. خمسة وأربعون عاماً لم نترك خلالها باباً للبناء والإعمار إلا وطرقناه.. وكان أبطالنا هم الطليعة، كانوا حملة المشعل والفأس والبندق وكانوا في مقدمة الصفوف ليفلحوا ويعملوا ويحرسوا الثغور وكانوا دائماً خير من يبني الوطن ويصون كرامته وعزته وكانوا خير من يحمي وحدته ومن أجلهم كان الوفاء بالوعود من فارس الوطن ورمز اليمن. ومن أجلهم كان الوفاء وكانت شواهد الزمن الجميل التي صنعها الفارس الأصيل الذي امتطى صهوة العطاء ولم يبخل وبادل الوفاء بالوفاء ليسجّل مع الشرفاء ملحمة الحب لليمن وأغلى وطن. وفي حضرة هذه الذكرى تنساب المشاعر ولاتتّسع السطور والكتب لتدوين المعاني العظيمة للثورة السبتمبرية المجيدة والخالدة أبد الدهر ، فكل التهاني وكل الأمنيات لوطن الخير في عيده السبتمبري.