ثمانية وأربعون عيداً لك في سِفر أفراحنا..وفي كل عيد نراك تزاور أجيالنا وأنت الشاب الذي لا يشيخ...كأنك قد جئت كينونة الأرض والشعب يوماً بعمر الحياة..حياة الخلود التي سطرتها دماء الوفاء. بطولات تحكي فداء الأباة الابطال من صناع مشهدك العظيم ممن أشعلوك انتصارات ثورة.. ثمانية وأربعون عاماً على دربك مرت جموع المحبين في موكب فذّ يأبى الرجوع القهقرى, ويصنع من ضوء فجرك فينا فجراً وفجراً ..ثمانية وأربعون عاماً تطارح أهدافك البكر فينا شموخ التحدي, وللأرض تهدي عطاء البيادر...للناس تهدي نقاء المشاعر، وتمضي تقبل وهج البطولات والتضحيات, وما جف عطر دم الشهداء..فما زال ملء فضاءاتنا يريْحِن دوماً إصرارنا على السير نحو الغد الحر, نأتيه شعباً مضمخاً بالكرامة...فأهلاً بك الآن وعداً جديداً لما قد تبقى من الحلم يمخر عباب الكفاح وأنت الصباح الذي يتبدى نهار الحقيقة.. حقيقة أنك رمز العطاء. “أيلول” ياأيها المجد والعنفوان..على موعدٍ كنت مع الأوفياء، وفي خندق اللحظة الخالدة تعالى “أنا الشعب” صوت اليقين يدوي..يزلزل ليل الطغاة البغاة..يدكّ حصون الظلام العصي والظالمين, ويفتح للفجر باب الوطن, يغسل عن ناظريه الجمود, ويكسر عن أقدامه كل القيود, وبالدم يكتب فوق الذرى: يحيا اليمن جديداً مجيداً أصيل الرجولة والبطولة والانتماء، ويعلو يملأ سماواته (علمٌ جديد) علم تصفق أنفاسه لأحلى نشيد تغنيه زهواً أصدق أمة (في ظل راية ثورتي)..ومنذ مهادك كنت امتداداً لأمجادنا مذ عصر سيف بن ذي يزن..فهل جئت إلا النشيد الجديد بصوت يقينك السبتمبري (مايو المجيد)؟ وهل جئت إلا العطاء الذي جاء بحجم الوطن, وهل جئت إلا لتشهد الآن من منجزات تحكي تفاصيل أهدافك الستة المحفورة في ذاكرة المخلصين؟ أو لست تبصر امتداد الوطن و(أيوب طارش) يبدع ملء المشاعر للوحدة اليمنية العظيمة, لحن التباهي بصوت الوطن الواحد أرضاً وإنساناً وأهداف ثورة: (رددي أيتها الدنيا نشيدي). فأهلاً بك الآن يا سبتمبر الوعد والإنجاز والوحدة اليمنية, هل أتاك حديث الحالمين بالرجعية الممقوتة في وطن أنت عنوان تقدمه وسباقه مع الزمن؟ وهل أتاك حديث أنصار التشطر والتشرذم والارتزاق على حساب مصلحة الوطن ووحدته وثورته السبتمبرية والأكتوبرية المجيدة؟ هل أتاك حديث المأزومين والحراكيين القاعديين الذين يسفكون دماء الأبرياء ليل نهار, في محاولة بائسة للنيل من انتصارات اليمن على امتداد نضالات أبنائه الشرفاء؟ وليكن ( أيها الطود العظيم) فيكفيك فخراً أنك مازلت وسوف تبقى روح الوفاء في شخص قائدنا الوفي حامي حمى المجد والمنجزات, ويكفيك شعباً على الدرب يمضي, وكل قواه تذود عن الأرض شر الرذيلة وإرهابها, وكل جماهيره الفاضلة تأبى التمزق والانفصال, وتكره عودة حكم بغيض وتعشق فيك يا سبتمبر البذل والاعتزاز, حرية أنت عنوانها، وعيشاً كريماً لا يعشق الظلم والظالمين ولا يعشق الفساد والفاسدين, وصوب الغد المنتظر يولي وجهته, ويحتفل بأعياد ذكراك أصدق ثورة ولك الخلود.