ما هو الفرق بين أن تقذف شخصاً في حضور جمع من الناس أقلهم اثنان، وأكثرهم عشرة، وبين أن تقذفه في مطبوعة صحفية؟!.. أعتقد أن النتيجة واضحة .. وواضحة جداً لمن يدّعون أنهم يدافعون عن حريات الصحافي. وعقوبة .. أو حكم الشرع في من قَذَف أن يُجلد ثمانين جلدة .. وهذا الأمر حسمه نص قرآني واضح وجلي لما لذلك من سلبية إذا ما تفشى، وله عواقب قد تصل إلى أن تطير "رؤوس"!. تعالوا يا معشر الصحافيين .. ويا زملاء .. ويا نقابة الصحافيين لنعترف دون الحاجة لإخفاء الظاهر بأن عدداً من الصحافيين وإن كانوا "قلة" قد تحولوا من المهنة السابقة "الشتم" التي أجمعنا على أنها دخيلة ولم نتعودها .. إلى مهنة أخرى هي "القذف"!!. صارت الأعراض "مباحة" ومن السهل جداً أن يأخذ صحافي قلمه ليقذف شخصاً آخر في موقع الكتروني أو مطبوعة صحفية .. ويتبع ذلك بتفاخر تحت مبرر أنه من أصحاب السلطة الرابعة وأن لديه نقابة ستدافع عنه .. وزملاء وصحفاً سيقفون معه .. ويدافعون عنه .. ويحولونه في غمضة عين إلى مظلوم "يا حبة عيني" ويعتبرون النيابة أو القضاء جزءاً من حرب شعواء تُُشن على الصحافيين وتريد تقييد حرياتهم!!. يا سبحان الله .. أين ذهبت القيم والمُثل .. والخلُق والأدب .. وأين اختفت المعاني السامية والحقيقية التي توجب أن يتضامن الجميع برأي واحد وبصوت واحد على الباطل .. وأن ينصروا المظلوم لا الظالم؟!. بالمناسبة .. ظاهرة القذف .. ليست محلية .. بل عربية .. والطامة أن بعضاً أو كما قلت "قلة" من الصحافيين يمنحون أنفسهم حق قذف الآخرين لأنهم صحافيون، وأصبحت عندهم القدرة على الكتابة أو رص الحروف والكلمات .. ومن يقول لهم: "لا .. أو عيب" .. فهو عدو الحرية الصحافية .. وهات يا بيانات!!. وعندما أكد شيخ الأزهر الدكتور/محمد سيد طنطاوي ضرورة تطبيق عقوبة القذف على الصحافي الذي يثبت أنه قذف إنساناً بالباطل.. واعتبر شراء الجريدة حراماً.. قامت الدنيا ولم تقعد في مصر .. وربما في عدد من الدول التي لديها "قَذّافون" يخافون أن يجلدوا!!. طنطاوي لم يأتِ بجديد .. وحكم القذف معروف لدى الجميع .. والصحافي ليس ملاكاً حتى يُستثنى، ومتى ما وقع في القذف يجب أن تطالهالعقوبة خاصة عند ما يكون القذف "منشوراً" ومثبتاً وواضحاً .. فما هو الذي أثار زعل أولئك .. وما الذي كان سبباً في أن يُجن جنونهم؟!. في بلادنا .. مثلاً.. النقد في بعض التناولات يغلب عليه طابع الإساءة إذا لم يصل إلى درجة الشتم وتصفية الحسابات تتطلب ذلك في نظر من دخلوا "المهنة" بدون "غسال" أو بدون "تربية" ولم يجدوا من يقول لهم "عيب" أو يعلق عضوية الاعتراف بهم في بلاط صاحبة الجلالة.. فوصلوا إلى "القذف" كنتيجة حتمية تفرضها مقتضيات التطور عند من لا أخلاق له ومن نشأ في بيئة مفككة بلا مبادئ ولا قيم!!!. قالها أحد الأصدقاء: كيف تريدون أن يصدّقكم الناس وهناك من يسيء ويشتم ويقذف وأنتم تتفرجون.. وكيف تريدون أن تكونوا قادة رأي وأنتم لا تقولون للمخطئ: "أخطأت".. ولا تنظفون ساحتكم من القاذورات؟!. ما رأيكم كيف ستردّون على هذا الرأي؟!. ستقولون: ليس لنا شأن!. إنه رأي محرج لنا جميعاً.. وللعلم بدأ عدد من الزملاء يتجنبون التعريف بأنفسهم في أي مكان بصفة "الصحافي" في ظل وضع يسيء إلى الجميع أكثر مما يشرّف!.