يضع اليوم اللبنانيون أيديهم على قلوبهم في انتظار الكلمة الفصل في الاستحقاق الانتخابي.. هل يلتقي الساسة على مرسخ وفاق للرئاسة اللبنانية؟.. أم تتبدد هذه الفرصة الأخيرة؟ وبحيث يكون اللبنانيون أمام خيارات خطيرة؟ هذه الاحتمالات الخطيرة مرهونة بحسابات القوى السياسية على الساحة اللبنانية وبالدور الإقليمي والمبادرات الدولية للتعامل مع الساعات الأخيرة لإيقاف الانزلاق إلى هاوية المجهول. فهل تنجح إرادة التضحية لدى الموالاة والمعارضة بالإنحياز إلى الوطن من خلال تقديم التنازلات من كلا الطرفين لإنجاح خيار الاتفاق على الرئيس القادم؟ أم أن الشعور بالأبناء وتقديم المصلحة الذاتية سيحرم اللبنانيين من هذه الفرصة ليبدأ بعد ذلك عض الأصابع عند انحلال العقد وسقوط الدم!! عندها لا ينفع الدم أو عض الأصابع، بل عند ذلك لا يستطيع أحد ايقاف هذا السقوط المهول والمريع في المربع اللبناني. ويبدو أن أزمة لبنان إذا ما تفاقمت فإن شظاياها ستصيب دولاً أخرى والمنطقة لا تحتمل الكثير من الخضات والأزمات، بل هي أحوج ما تكون إلى لملمة الأحزاب، وتضميد الجروح. في الساعات القليلة القادمة أفضل أن يرى الناس اللبنانيون وقد تنفسوا الصعداء بعد أن نجحوا في نزع فتيل أزمة انتخاب الرئيس من أن يغرقوا في حمام الدم.. وبذلك سيكون هذا البلد قد قدم انموذجاً في صياغة الحلول المستحيلة لوضع سياسي معقد، ويكتنفه الغموض، وتتنازعه الأهواء والانتماءات.. نعم سيقول العالم عند ذاك: لقد تنازل السياسيون عن مصالحهم لينتصر لبنان.