زمان كان أي مظهر يخرج عن المعتاد وعن ما هو معروف في الحياة الاجتماعية يتعرض للنقد والتقريع رغم أن المظاهر الخارجة عن الذوق والعادات والتقاليد كانت نادرة جداً.. اليوم الحال تغير .. ومظاهر خدش الذوق .. والحياء .. والتجاوز "الصارخ" على القيم .. والعادات.. أصبحت كثيرة .. وبلا عدد. الطامة .. والمصيبة .. أن بعضاً من "شباب" اليوم انصهروا في التقليد الأعمى .. والمحاكاة " الساذجة " على حساب كثير من المهام والمسئوليات التي يفترض ان يستوعبوها ليحددوا المسار الأفضل لحياتهم .. ويضمنوا المستقبل بالتفوق في دراساتهم .. والتغلب على أية تحديات لكسب رهانهم "الصعب" في الحياة. بعض "شباب" اليوم .. يبدو أنهم فهموا خطأً كيف يتعاملون مع العصر ومستجداته وتطوراته.. فانحصر اهتمامهم بمواكبة الجديد في المظهر والملبس.. وهم في الأصل مطالبون بمواكبة الحداثة في العمل والعلم وصناعة "الإنسان" القوي المثقف المحصن بالمعرفة والقدرة على التعامل مع الحياة. فهموها "غلط" .. وتفرغوا للاعتناء بتسريحات الشعر.. والمواد المثبتة والملينة واللماعة .. وشغلوا أنفسهم باقتناء الملابس الغريبة واختيار الألوان العجيبة.. والأشكال المريبة.. ولم يخجلوا في التفاخر بلف رقابهم بالسلوس المنوعة وأيديهم بما شابه ذلك. يتنافسون على متابعة أحدث الصرخات الموضوية.. وملاحقة أهل الفن "الهابط" والقنوات "السامجة" ويبحرون في تقليد أهوج وأعوج لمن أفرغوا القيم من محتواها!. ولا يقتصر ذلك على بعض الشباب فقط .. بل يشمل بعض الشابات اللائي تفرغن لمتابعة "الموضة" ورصد أنفاس الفنانين والفنانات وارتداء الملابس "الصاخبة" والعدسات الملونة!. وما يحدث من ذوبان لشخصية الشاب أو الشابة .. وما يحصل من انهيار للمضامين الأساسية هو نتاج سيء تتحمله الأسرة أولاً كونها الأكثر قدرة على إحكام طرق التربية .. والمتابعة.. وفرز ما ينفع وما يضر .. واتخاذ ما يلزم من تأنيب .. إلى توبيخ .. أو عقاب .. ويأتي بعد ذلك دور التربية التي تسبق التعليم في المدارس، وكذلك دور الإعلام كجانب توعوي وتثقيفي مهم ينور العقول ويكشف السلوكيات الخاطئة ويعالجها.. ودور المجتمع - أيضاً - الذي ينكر ما هو غير مألوف ويحفظ القيم والمبادئ من عبث "الطائشين"!. نحن أمام حالة خطيرة جداً قد تحكم على المستقبل بالفشل؛ لأن المضمون سيصبح خاوياً.. والشاب الذي يرى فيه الكثيرون بأنه الرهان المهم لكسب النجاحات سيتحول إلى مجرد برميل فارغ.. وتسريحة شعر.. وملبس عجيب.. وياااااااااااااا أسفاه.. حين لا تنفع ولا تضر!!. [email protected]