يسأل الناس: ما هو دور البنوك التجارية في خدمة المجتمع؟!. إن هذا الدور يكاد يكون مفقوداً، فلا تجد لهذه البنوك أي دور إيجابي استراتيجي، عدا الدور الربوي، نعم الربوي الذي يهدف إلى إفقار الفقراء وزيادة أرباح هذه البنوك، وهي أرباح هائلة، لا تتناسب مع وضع المجتمع. وزيادة في التوضيح، فعلى من يريد أن يستوضح أكثر؛ أن يقرأ في هذه الشروط المخيفة التي تقذف الخوف والرعب في النفوس لمن يريد أن يأخذ قرضاً، من هذه الحكايات التي تشبه حكايات الجدات فيما يتعلق ببعض أقوال العلماء في جواز المعاملات على النحو المذكور. فمع احترامنا لبعض أقوال العلماء، إلا أننا نستحلفهم بالله: هل هذه الأقوال التي تجيز التعامل مع البنوك صادرة عن مقايسة صحيحة زماناً ومكاناً لأحوال الناس؟!. ثم هل هذه المضاربة التي تتذرع بها بعض البنوك التي تحمل لافتات إسلامية هي المضاربة الصحيحة التي أباحها الشرع بكل ملابساتها؟!. فالمضاربة كما هو مفهومها البعيد عن الشبهة أن يشتري البنك سيارات باسمه من المصدر ويقوم بجمركتها وفق القانون، ثم تورد إلى ساحة البنك لبيعها، كتاجر، وليس كوسيط. أما أن يقوم البنك بشراء السلعة من فرد أو أفراد بقيمة مضاعفة، ليبيعها للمستهلك، بزيادة على سعرها الحقيقي، فإن لم يكن هذا هو الربا، بمفهومه اللغوي «الزيادة» فهو شبه الربا بعينه. ثم لماذا لا تجد لهذه البنوك «الإسلامية» أي دور في خدمة المجتمع كبناء المدن السكنية للفقراء ولأصحاب الدخول المحدودة، ولماذا لا تشارك هذه البنوك في مشروعات ذات أهمية، كبناء المدارس والمشافي والمصحات النفسية والكهرباء وتزويج الشباب؟!. ويطلب الناس أن تسحب الآيات القرآنية من مداخل بعض البنوك، تلك التي تنهى عن الربا، لأن القرآن صريح وواضح ولا ينبغي أن يُستغل هذا الاستغلال السيئ.. فما رأي العلماء الورعين الفقهاء؟!. إن الناس في حيرة، ونحن نطلب التوضيح من هؤلاء وليس من غيرهم.