عندما تغيب الحكمة تحضر الحماقة ، وحين تخلو الأفئدة من حقيقة الإيمان، تحل التهويمات، وتتلاطم بالأفهام والأفكار موجات الغلو والتطرف، التي تدفع المصابين بلوثة «الانحراف» إلى قارعة الطريق «السقيم» فيحترفون سفك الدماء، ويحللون انتهاك حرمات الأوطان، ويرتكبون الفظائع بحق المواطنين، ويتباهون بتنفيذهم عمليات الاختطاف والتصفيات الجسدية للمستأمنين من الضيوف السياح، ويزهقون أرواح المؤمنين من المواطنين اليمنيين.. ثم يخرجون علينا بإعلان كل هذه الجرائم جهاداً وإنجازات «كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً» !! صنف من الرعاع ابتلى الله بهم الأمة العربية والإسلامية ... يحقدون على كل جميل ويريقون الدماء دون اكتراث، ويرعبون الآمنين، ويدوسون على كل شيء يمت إلى القيم والمبادئ والأخلاق الإسلامية والإنسانية.. متخذين لأنفسهم مراجع تبيح القتل والتخريب للوطن، والتدمير للمصالح الوطنية، ومحاربة الجهود الحثيثة لاجتذاب الاستثمارات، والانتعاش السياحي الذي شهدته بلادنا، بعد أن اتضحت معالم التمويلات الإرهابية، ومراجعها الفكرية، وقوة الدعم اللوجستي المباشر منه وغير المباشر.. لا يمكن لكل ذي لبٍ وبديهة سليمة أن يتفق مع نهج أولئك المجرمين، ولن يتماهى أو يتجاوب أي يمني ينتمي لهذا الوطن مع تخرصات وتهويمات المبررين لهذه الأفعال التي نهى عنها وحذر منها الخالق العظيم، وعدَّ إراقة دماء المسلمين من أعظم الموبقات، والمهلكات التي تسحب فاعليها إلى جهنم وساءت مصيراً.. كما إن مخالفة أمر الله بشأن المستأمنين واستحلال دمائهم نهج الخوارج والمتمترسين بدروع الدين زيفاً وزوراً. وما وقع في مديرية دوعن بحضرموت يندرج ضمن مخطط مدروس لتخريب الاقتصاد وضرب السياحة والاستثمار، حيث تشير العملية الإجرامية إلى ارتباطها زماناً ومكاناً بإقامة بلادنا المؤتمر الاستثماري والسياحي في مارس المقبل في محافظة حضرموت وبمشاركة أكثر من 300 شركة أجنبية وخليجية وعربية.. ما يعني أن نجاح هذا المؤتمر سيمثل خطوة ممتازة للقطاعين الاستثماري والسياحي.. وهذا لا يتواءم مع النفوس الخبيثة لأرباب العنف، وداعميه والمخططين له.. واستهداف السياح في هذا التوقيت المكاني يرمي إلى تشويه المناخات الآمنة في حضرموت وتلويثها بدخان القلق والخوف، خصوصاً أن هذه المحافظة مسالمة كبقية نظيراتها، وحصينة من عبث الإرهابيين وعصية على اختراق الهمجيين لعقول أهالينا الطيبين فيها. لقد بات واجباً على كل غيور في هذا البلد أن يتخذ خطوةً جريئةً لإيقاف المخربين، والإبلاغ عن أولئك الخارجين عن القانون، والمتجاوزين أحكام الشريعة الإسلامية، ومنع انتشار سرطانهم من ذوي الأفهام المتحجرة، والقتلة الذين يعبدون الشيطان، ويؤلهون بشرية شيوخ القتل، وأهل الغدر والاغتيال ممن يوزعون أحكام الإعدام على اليمنيين وضيوفهم المستأمنين بأمر رب العالمين.. فما من سجية خبيثة كالغدر.. ولا فعل أقبح من الخيانة.. ولا ذنب أعظم عند الله من إزهاق الأرواح البريئة.. وكل ذلك اجتمع في صنف الحمقى الرعاع، حيث انتهجوا طريقاً يصادم منهج الحياة، ويحارب الإنسانية، ويعادي السلام ويصادر الحقوق، ويسلب الأمان الذي منحه الله لعباده،.. إننا على يقين أن الإرهاب دخيل، والإجرام بحق الوطن وافد لا أصل له في يمننا، ولا نسبة له ولا أقارب عندنا،.. فهو لا يحمل إلا ماركة الضائعين التائهين، ممن باعوا أنفسهم، وارتهنوها لدى مانحي صكوك الفوز بالجنان والنجاة من النيران يوم القيامة.. «قاتلهم الله أنى يؤفكون»..