الخبر الذي أوردته صحيفة الثورة في أخيرتها «عدد الأمس» يستحق أن يحظى باهتمام يتجاوز مسألة ملاحقة الجاني وضبطه إلى وضعه أمام دراسة المشتغلين بعلم النفس وعلم الاجتماع. عتمة.. المفروض أنها محمية طبيعية بحسابات القرار واللجان والكلام فإذا هي محرقة حيوانية ومهزلة بشرية وعبثية تحطيبية.. مواطنون يحرقون خمسة نمور.. لم يقل الخبر كيف تم الاحراق.. بالغاز.. بالنفط بما تبقى من محتويات فوانيس الأمس أم تم إلقاؤها في تناوير.. المهم أنها أحرقت. زمان قبل أن تحل دوشة الحديث العابث عن محميات في عتمة وبرع وسقطرى.. إلخ كانت الحيوانات تقضي بالبنادق وثقافة قاح قاح التي لم تبق حتى «الرباح» الآن.. صرنا نعلن عن توجه لحماية الأحياء البحرية فتعجز الحماية والجمعيات وأهل الضبط والزراعة وفرسان «هيا نغني للمواسم» «وما أجمل الصبح في ريف اليمن حين يطلع» في منع الاعتداء على حيوانات.. محمية.. وكيف؟! بالحرق!! بعض الفقهاء حرموا حتى إحراق النمل وصراصير المجاري منطلقين من كون النار عقاباً أليماً متصلاً بعقوبات الدار الآخرة. إحراق النمور الخمسة كشف أخيراً عن اعتداءات مستمرة في صورة سرقة نمورصغيرة.. تهجير الطيور إلى مواطن شتات.. قطع الأخضر من الأشجار وتحويله إلى يابس جاهز للحرق. مسئولو المحمية اشتكوا أخيراً.. واشتكى مدير مكتب الزراعة مشيراً إلى الأعمال الاجرامية وقد يشكو مدير المديرية ومدير الأمن والمحافظ ورئيس المحكمة.. تماماً كما اشتكى زميلنا عبدالواحد البحري وأشتكي أنا الآن.. وطبعاً سيشكو قراء الخبر في المقيل. سنقول جميعنا كلاماً كثيراً إلا شيئاً واحداً.. الاثبات بالدليل أن عندنا محمية طبيعية تأمن فيها شجرة من القطع.. عصفور من التشريد.. حيوان من الحرق.. كل عام ونحن محميون وطبيعيون.