بتكريمها للشاعر الصحيح معاذ الجنيد، الحاصل على المركز الثاني في مسابقة قصيدة التحدي بقناة «فواصل» تكون وزارة الثقافة قد أرست بذلك منهجية عمل ثقافي يرقى بأبعاده الوطنية والإبداعية على مستوى الكمال والطموح.. وطالما أبدى كاتب هذه السطور أسفه مع عودة مبدعين يمنيين حققوا نجاحاً إبداعياً ما على الصعيد العربي والخارجي في مجالات مختلفة وحصدوا جوائز ومراكز أولى ومتفوقة ولكنهم حين عادوا إلى وطنهم اليمن لم يكترث بهم أحد ولم يلاقوا هنا ذرة حفاوة كان من الواجب الرسمي القيام بها ولو من قبيل العصبية المناطقية على الأقل.. في «فواصل» استطاع الشاعر الشاب معاذ الجنيد تقديم الشعر وفق مفهوم جديد وغير مألوف تمكن معه كل المشاهدين من تذوق الشعر وملامسة القصيدة العفوية بل والغوص في أعماقها على اختلاف المستويات العلمية والثقافية والفكرية وعلى مستوى اللهجات المتعددة في الوطن العربي الذي توحدت ذائقته الشعرية وتطورت أيضاً إزاء معاذ الجنيد وإبداعاته الخصبة والداهشة التي لم تخبُ في بيت شعري واحد من جملة ماقدمه من قصائد.. كان معاذ جديراً بمركز ماقبل الأول في رأي كل الجماهير الذين عرفوا الشعر من خلاله وتذوقوه عبر معاذ الجنيد، ذلك العفوي الذي أدهش بقريحته الزمن المتكلف والواقع غير الصريح في وطننا العربي الكبير.. ثمة مؤامرة حدثت وعملت على زحزحة الشاعر اليمني المتألق من المركز الأول انتصاراً لرغبات شخصية استكثرت على اليمنيين تفوقاً كهذا الذي يحققه الجنيد إنابة عنا جميعاً وجاءت النتيجة كما اشتهى ربان التحكيم الذين مالوا ميلاً عظيماً إلى الجنسية غير عابئين بالشعر وأسف الجمهور. أحد الزملاء اسقط الحدث على واقع مجلس التعاون الخليجي بدوله الست ومايدور من محاولات صد لانضمام اليمن إلى المجلس، وهو ماحدث في منصة قصيدة التحدي التي نجحت في زحزحة الجنيد من الانضمام إلى مجلس الشعر الخليجي. للأسف فشلت «فواصل» في إنجاز أية فاصلة تستحق الاشادة أو الاحترام وهي اشتهرت بمعاذ الجنيد قبل أن يشتهر بها وبدونه من ذا يرغب بمشاهدة قناة أثبتت أنها ليست عند مستوى التحدي ولا الشعر. لكن مبادرة وزارة الثقافة بوزيرها المبدع المفلحي أعادت إلينا كيمنيين بارقة الأمل وجذوة الطموح بعد أن كادت تخبو ويخفت ضوؤها.