المرأة لايمكن أن نشعر بماهيتها إلا إذا كانت امرأة!!.. متحررة من كل صفات الرجولة التي تتوهم أنه بإمكانها أن تثبت كيانها عبر انتحال صفات الآخر.. وتؤسس لذلك من خلال التشبه اللا محدود بالرجل.. من تقمص شخصيته بإتقان حد التطابق.. في حين إنها لن تمثل دور امرأة في مسلسل بالإتقان ذاته!!.. تسعى المرأة بشتى الطرق إلى أن تمارس دور الرجل بكل جلافته وصلفه؟!! وتتخلص من كل صفات الأنوثة التي تعتبرها وصمة عار!!.. لذا فهي تهرب من «الأنثنة».. إلى «الرجولة»!!.. التي تعيد لها بعضاً من إنسانيتها وكرامتها على حد اعتقادها.. لمجرد أن يقال.. «فلانة رجّال.. ونص».. هي تشعر بشعور قلما شعرت به من قبل.. في وقت يبادلها الآخرون ذات الشعور.. ويشمئز آخرون! تتعرى المرأة من أصلها البشري.. لتثبت ذاتها ولو على حساب نفسها.. وتنسى أن المرأة لا يمكن أن تكون رجلاً.. في الوقت الذي لا يمكن للرجل أن يكون امرأة.. سوى في حالات استثنائية وشاذة!!.. تقول المرأة إن ما جعلها تفعل ذلك نظرة ومعاملة الرجل لها.. ولكن نظرة المرأة لنفسها بصورة رجل ألا يزعجها؟؟.. فالرجل لايمكن أن يتصور أن يرى نفسه امرأة ولو لدقائق.. بعكس المرأة التي تسعى لأن تكون رجلاً بصورة امرأة؟.. بل وتفتخر بأن تكون رجلاً؟!!.. خلق الله الرجل ليكون رجلاً.. والمرأة لتكون امرأة.. وليس ثمة ما يعيب الطرفين.. فالاثنين من سلالة البشر.. وكلاهما إنسان.. يشكو البعض من ديكتاتورية زوجته، أمه، أخته.. في حين تشكو بعض النسوة ديكتاتورية الرجل.. والديكتاتورية كصفة هي ذكورية.. تمارسها المرأة للغرض ذاته وتسعى من خلالها لأن تكون السيدة المطاعة والآمر الناهي في البيت وخارجه.. وإن تمكنت من حزم الأمور «السيطرة» فهي لاتترك للرجل شيئاً منها «أي الدكتاتورية».. بل تتمكن منه وتجعله «كارت حارق».. فهي متسلطة ولكن بقالب أنثوي/ ذكوري شديد الوطأة!! بعض النساء لا تحب أن تبدو أمام زوجها بكامل أنوثتها.. بل تفضل على ذلك أن تبدو «متوحشة» إلى درجة لا نتصورها.. تحير حقيقةً الزوج.. وتنفره منها في أحايين كثيرة.. يشكوها للأهل فتحيرهم.. يشكوها للأصدقاء فتميتهم غماً وحزناً على صديق كان بكامل قواه العقلية.. واليوم يغني «لاني بمجنون ولاني بعقلي».. يقول فولتير «المرأة مثال الرقة والكمال.. في حين أنها لاتبدو كذلك».. فالمرأة التي تصحو على الصياح وتنام عليه ليست مثالاً للرقة!!.. وأيضاً من تمنع زوجها من أن يقبلها على ضوء الكهرباء لا تعد مثالاً للرقة!!.. ومن تأتي زوجها لتصحيه من نومه «بشنبل الحمام» لن تكون مثالاً للرقة اطلاقاً!!......إلخ، فالرقة لا تعني أن يصفع الرجل أو المرأة بعضيهما!!.. الصفح هو الكمال الحقيقي لإنسانيتنا سواء إنسانية المرأة كمرأة.. أو الرجل كرجل!! والمرأة حين تسعى لأن تكون امرأة.. هي لاتقتحم المحظورات.. بل تسعى لأن تنشىء علاقة ندية بينها والرجل.. الذي لايفوقها بشيء سوى الرجولة التي تقابلها الأنوثة في الطرف الآخر.. عندها سيشعر بها الآخر وسيدرك أهميتها بأنوثتها الإلهية.. وليس برجولتها المنتحلة.. حينها من الطبيعي أن تكون امرأة.. لم تعزف السماء شيئاً أرق من قلبها!!