عندما بدأت الأصوات النشاز ترتفع في مهرجانات الضالع حذرنا الإخوة في المشترك وقلنا إن مايحدث لعب بالنار وأنه إذا ما سمح لهذه الأصوات أن تتصاعد ستحرق الجميع ويجب الفصل بين العمل السياسي وبين الثوابت الوطنية وبين ماهو ممكن وماهو غير ممكن وأن السياسة بلا ثوابت فوضى. لم يأبه لماقيل أحد بل إنهم أطلقوا لصحفهم العنان في تبني تلك الأصوات ونشر أفكارها ورؤاها ومساعدتها على التعبئة الخاطئة للشباب وتكريس ثقافة الحقد والكراهية للآخرين وتعميم ثقافة الانفصال والتشظي. في المهرجان الذي نظمه اللقاء المشترك في الضالع يوم الخميس 6/3/2008م عاد الجميع إلى المربع الأول لكن بعد أن فات الأوان الأصوات النشاز التي حظيت بدعم المشترك تنقلب عليه وترى فيه خصماً وتمزق أعلام الاشتراكي والإصلاح وتقذف قادة المشترك بالحجارة وتمنع قيام المهرجان وتخرج بمسيرة تهتف ضد المشترك وضد الوحدة. العديد ممن حضروا المهرجان أكدوا أن مثيري الشغب كانوا قليلاً قياساً بحجم جماهير المشترك وأن قادة المشترك تعاملوا مع الحدث بعقلانية ولولا ذلك لحدثت كارثة خصوصاً أنهم شاهدوا مسلحين كانوا متواجدين في ساحة المهرجان. حجارة الشغب طالت اعداداً من المؤججين والمحمسين لهذه الأصوات ولذلك كانت أولى النتائج على رؤوسهم .. وفي كل الفعاليات التي كانت تقام طوال العام الماضي كنا نلحظ تغييراً في نغمة الخطاب لدى ماتسمى مجموعة «الجنوب العربي» وقلنا إن هناك من يوجه هذه الفعاليات بصورة خفية إلا أن قادة المشترك أكدوا أنهم يسيطرون على الوضع وأن كل خيوط اللعبة السياسية بأيديهم. رائحة الدم كانت حاضرة في خطابات وشعارات تلك المجموعة فمن تلذذ بإزهاق أرواح عشرات الآلاف في يناير 1986م وتوجيه هذه الفعاليات وطرح فكرة أن «القضية الجنوبية» لن تكون قضية إلا إذا كانت معمدة بالدم فكانت تدفع باتجاه توتير الأوضاع ولاتأبه بدماء الأبرياء لأنها ترى فيها جسر العبور لتحقيق رغباتها. الوقائع تؤكد أن هذه المجموعة هي المسئولة عن إزهاق أرواح الأبرياء في الضالع وعدن وحضرموت والحبيلين لأنها كانت تدفع باتجاه التصادم مع رجال الشرطة والأمن فضحايا الضالع وحضرموت وعدن سقطوا بعد انتهاء المهرجانات وهو مايعني أنه ليس للسلطة أي مصلحة في إثارة مشكلة بعد انتهاء المهرجان وحتى في الحبيلين فإن كل الوقائع تؤكد أن الحادث كان بسبب التصعيد المتعمد واستعداء رجال الأمن بواسطة عناصر تلك المجموعة وماحدث في مهرجان المشترك الضالع يجعل الصورة أكثر وضوحاً فهؤلاء لم يجدوا رجال الأمن ليصطدموا معهم فاصطدموا مع المشترك وفي عدن خلال المهرجان الذي أقيم يوم 3/2/2008م أمام مبنى المحافظة رغم محاولات هذه المجموعة استفزاز رجال الأمن إلا أنهم لم يمنحوهم الفرصة في تحقيق غاياتهم مما جعلهم يهيمون في الشوارع بحثاً عن من يصطدمون معه حتى وصلوا فرزة الهاشمي.. قد يكون ترك الذي يبحثون عن بطولات وهمية يهيمون على وجوههم ويقيمون اعتصاماتهم مهماً لتعريتهم والكشف عن أوراقهم وأهدافهم للناس إلا أن المحافظة على أرواح الناس وممتلكاتهم من شرور هؤلاء واجب الدولة التي يجب أن تضع حداً لهذا الفلقان.. وعلى المشترك أن يتعظ مما حدث ويعود إلى طاولة الحوار بصورة سريعة واستثنائية لمناقشة هذه القضية والاتفاق على وضع معالجات حقيقية لتفادي ماهو أسوأ والغريب في الأمر التصريح الذي قاله أحد قادة المشترك في الضالع حين قال : صمت السلطة عن المعتدين على مهرجان المشترك الذين يرفعون اعلام شطرية ويهتفون باسم الانفصال هو دعم رسمي غير معلن يدعم رافعي رايات الانفصال على حساب إفشال مهرجان المشترك». فهل نسي قادة المشترك أنهم هم من تبنوا هذه الأصوات منذ بدايتها وهم من سير المظاهرات والاعتصامات المطالبة بالافراج عن باعوم والنوبة وهم من أقاموا الأفراح والليالي الملاح ابتهاجاً لخروجهم من السجن. . إن التفكير السياسي الفاجر الذي تغذيه عداوات مفتعلة أو مناكفات سياسية غير موضوعية من نتائجه تأزيم الوضع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وإعطاء الفرصة لتلك العناصر المأزومة التي لاترى أبعد من أنفها في تبني أفكار تجاوزها التاريخ. لذلك فإن اللقاء المشترك أمام خيارين الأول الوقوف بصورة حازمة وجادة أمام ماتسمى مجموعة «الجنوب العربي» ورفع الغطاء عنها وعن تصرفاتها الحمقاء وتطبيق اللوائح الداخلية على منتسبيها ممن أخلوا بوثائق وبرامج تلك الأحزاب ومن ثم إعادة التماسك إلى كياناتها التي تحرتها تلك العناصر. والخيار الثاني الاستسلام لدعاة المشاريع الصغيرة والتخلي عن الجانب العقائدي في تكوينها الفكري و السياسي وبالنهاية ستصطدم مع قوى الشعب الحية التي ستدافع عن الوحدة كقيمة دينية وأخلاقية وتاريخية.