سبق أن كتبت عن الأبوة التي تصبح تحصيل حاصل ونتيجة فعل اشعلت فيه رغبة مجنونة فأشبعت فكان الحصاد أنثى ما أبخسه من حصاد! وما أشقاها من مخلوق ضعيف خائف ، تسحب منها صلاحيات الحب والحياة ..! والمسئولية تجاه الشباب مشتركة بين الحكومة والجامعات والمعاهد الدراسية وأولياء الأمور في إيجاد حلول لمشاكل الشباب والعمل على استحداث معالجات تحقق ولو الحد الأدنى من طموحاتهم وإلا فإن البدائل لن تكون في مصلحة أحد. أسأل الله عز وجل أن يصلح شبابنا ويهديهم إلى الخير.. أزجي هذه النصيحة لأبنائنا وهي نصيحة نبيهم صلى الله عليه وسلم (احفظ الله يحفظك.....) والله من وراء القصد. حينها كتب الدكتور (...) عن شراك البوح الأنثوي واعتبر ذلك نوعاً من التجني والدوران في دائرة مفرغة .. بل العودة إلى نقطة البدء في مشروع الخطاب الأنثوي ؟! حينها ربما أحسست بتأنيب الضمير ووجع الذات : ولكني اليوم بعد أن اطلعت على مأساة الطفلة «نورا» من مديرية دمت والتي تفنن والدها بتعذيبها فمن حرق جسدها وتقطيعه إلى حرمانها من الطعام إلى .. إلى.. بت متاكدة أن كل ما كتبته سابقاً كان ينبع من عين الصواب... ففي الفترة الأخيرة صرنا نسمع ونقرأ كثيراً عن «موضة» تعذيب الآباء لأطفالهم أو قتلهم هل الوضع الاقتصادي السيئ جعل قلوب الآباء بهذه القسوة..؟ على الرغم من أن المفترض انه كلما زادت الأحوال الاقتصادية سوءاً تفجرت براكين أو ينابيع الرحمة في قلوب الآباء .. لا العكس.. ثم إننا والحمدلله لم ولن نصل إلى مستوى القاطنين في الجارة افريقيا والذين رغم كل شيء لايزالون يحملون بين أضلاعهم التي نحت عليها الجوع خطوط سيره ورسم وجهه وأنشب أظفاره .. ينابيع الرحمة والشفقة بأبنائهم.. ربما لأنهم يدركون أنهم السبب في مجيء هؤلاء الصغار إلى عالمنا... إن هؤلاء الآباء أو من نطلق عليهم ذلك يتفننون في زرع هؤلاء الصغار ومن ثم الضيق بهم ذرعاً .. ولكنهم لا يتفننون في خلق الرزق والبحث عنه.. سيرد الآن قارئ ، ويقول : إن مايحدث حالات فردية لا تعكس بالضرورة ثقافة وتفكير مجتمعنا..أقول وهذا مايؤلم أكثر .. ثم إن العبث ولو بروح واحدة ومغادرة الرحمة ولو لأب واحد تعد مأساة وكبيرة جاء النهي عنها من السماء «ولاتقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقكم وإياهم». ثم إن هذا الوطن ذخره الحقيقي هي الطفولة .. فلم يعبث بها أولئك الذي يدعون مجازاً «آباء»؟! ولم لايفكرون بقتل أنفسهم..؟! أعتقد أن ذلك سيكون أفضل بكثير ، وأكثر إحساساً بالذنب لأنهم لم يستطيعوا «ضبط» أعصابهم في لحظة الضعف إياها..أما العبث بالطفولة .. بالقتل أو التعذيب أو التصدير إلى الخارج، أو رميهم في الشوارع يمدون أيديهم ويريقون طفولتهم على أبواب من لايخاف الله فهذا ما«يقرح القلب ويفقع المرار..»