رفض بعض القوى السياسية المشاركة في انتخابات المحافظين ينبع من مواقف سياسية سلبية غير مدركة أهمية مشاركتها في إثراء هذه التجربة المرتبطة بتوسيع صلاحيات الحكم المحلي واسع الصلاحيات، خاصة إذا كانت هذه القوى هي من تدعو إلى توسيع المشاركة الشعبية في صناعة القرار السياسي. ومهما يكن من أمر هذا الرفض الحزبي فإن الانطباع لدى الرأي العام المحلي يدعو إلى التفاؤل بنجاح التجربة واثرائها باعتبارها تمثل تطوراً في الممارسة الديمقراطية، وهي خطوة غير مسبوقة على مستوى الوطن العربي حيث كان الأجدر بالقوى الحزبية المتحفظة على المشاركة فيها أن تخوض غمارها، خاصة وهي تؤكد دوماً على تطبيق نظام السلطة اللامركزية وإعطاءالمحافظات صلاحياتها كاملة. ومن البدهي القول بأن التجربة والتحضيرات التي تتم لانتخاب المحافظين إنما تصب في مجرى التحولات الديمقراطية ومجرى الحكم المحلي واسع الصلاحيات. لاشك بأن العقدة الحقيقية التي تعاني منها بعض احزاب «المشترك» إنما تكمن في عدم ثقتها بقدرتها على المنافسة في أية انتخابات، وبذلك يكون السبب الحقيقي وراء تحفظها عن المشاركة في انتخابات المحافظين معروفاً للغاية