تسع سنوات بالتمام والكمال قضاها جلال الدين الرومي متلقياً العلم من أستاذه “ برهان الدين البلخي” ، وبمناسبة هذه السنوات التسع التي ترمز ضمناً للرقم تسعة نستعيد لطيفة من لطائف الاشارات الرقمية، فقد دأب المتصوفة على اعتبار الأرقام من الاثنين إلى التسعة أرقاماً ناسوتية، على اعتبار أن الواحد ترميز للأحدية والصفر ترميز للحق، ومابقي نتاج مؤكد للرقمين الحرجين اللاهوتيين “ الواحد والصفر”، فالأرقام من اثنين إلى تسعة مدوزنة بمعادلة الواحد تضعيفاً وتكراراً، ولهذا كان “ أبو يزيد البسطامي” إذا قام بالعد يقول : واحد فواحد فواحد، بدلاً عن واحد / اثنين / ثلاثة . أما الصفر فإنه الإشارة الكبرى في عالم المضاعفات اللانهائية للأرقام، وللصوفية اعتبارات خاصة تجاه الأرقام اللاهوتية، وهو أمر أخذ به الرومي وبإمعان مما نتلمّسه في الدائرة المولوية وعلى النحو التالي: يتوحد الراقص مع عوالمه الداخلية فيما يتصل باللامرئي من خلال التطهر والدوران والتناغم مع الإيقاع والصوت. السفر في جوانيات الأنا تقتضي انخطافاً وتخلياً اجرائياً عن العوابر والشوارد، وهذا يتحقق حال التوازي بين جوانيات الأنا المأخوذة بالضنى والسفر بعيداً في معارج المُبهمات والخفايا . الدوران تفسير لمعنى الدائرة، فالدائرة ترميز للوجود الفيزيائي، لكنها إلى ذلك قادرة على التكابر إلى ما لا نهاية والتصاغر حد الانمحاق فتستحيل صفراً. الصفر هو العدم الذي منه تنبثق الظواهر، والدائرة معادل للخمسة، فالخمسة رقم دائري وهكذا يكتب، لكن هذا العدد بالذات يعيد إنتاج نفسه اذا ماضُرب في نفسه، ويعيد انتاج ناتج الضرب اذا ماضُرب في الخمسة، وهكذا بالغ مابلغ الضرب، فكأن الخاصية الدائرية للخمسة تخرج من تضاعيف الشكل إلى الرياضيات ومنها إلى اللوغاريتمات الرياضية المدوزنة بتراتب الأرقام كماً وكيفاً.. تبادلاً وتوافقاً ، مع الإمساك بالتآلفات النبيلة بين تلك الأرقام. الهيئة الدائرية للرقص المولوي لا يفارق المقام الموسيقي بحال، فالسلم الخماسي وما يجاوره يتصف بخاصية التدوير وتكرار اللازمة اللحنية تكابراً وتصاغراً، وكأن المقام اللحني يمثل الوجه المسموع للهيئة المرئية، وكلاهما ينخلع من أسر الظاهر للسفر بعيداً في عوالم الباطن.تسع سنوات بالتمام والكمال قضاها جلال الدين الرومي متلقياً العلم من أستاذه “ برهان الدين البلخي” ، وبمناسبة هذه السنوات التسع التي ترمز ضمناً للرقم تسعة نستعيد لطيفة من لطائف الاشارات الرقمية، فقد دأب المتصوفة على اعتبار الأرقام من الاثنين إلى التسعة أرقاماً ناسوتية، على اعتبار أن الواحد ترميز للأحدية والصفر ترميز للحق، ومابقي نتاج مؤكد للرقمين الحرجين اللاهوتيين “ الواحد والصفر”، فالأرقام من اثنين إلى تسعة مدوزنة بمعادلة الواحد تضعيفاً وتكراراً، ولهذا كان “ أبو يزيد البسطامي” إذا قام بالعد يقول : واحد فواحد فواحد، بدلاً عن واحد / اثنين / ثلاثة . أما الصفر فإنه الإشارة الكبرى في عالم المضاعفات اللانهائية للأرقام، وللصوفية اعتبارات خاصة تجاه الأرقام اللاهوتية، وهو أمر أخذ به الرومي وبإمعان مما نتلمّسه في الدائرة المولوية وعلى النحو التالي: يتوحد الراقص مع عوالمه الداخلية فيما يتصل باللامرئي من خلال التطهر والدوران والتناغم مع الإيقاع والصوت. السفر في جوانيات الأنا تقتضي انخطافاً وتخلياً اجرائياً عن العوابر والشوارد، وهذا يتحقق حال التوازي بين جوانيات الأنا المأخوذة بالضنى والسفر بعيداً في معارج المُبهمات والخفايا . الدوران تفسير لمعنى الدائرة، فالدائرة ترميز للوجود الفيزيائي، لكنها إلى ذلك قادرة على التكابر إلى ما لا نهاية والتصاغر حد الانمحاق فتستحيل صفراً. الصفر هو العدم الذي منه تنبثق الظواهر، والدائرة معادل للخمسة، فالخمسة رقم دائري وهكذا يكتب، لكن هذا العدد بالذات يعيد إنتاج نفسه اذا ماضُرب في نفسه، ويعيد انتاج ناتج الضرب اذا ماضُرب في الخمسة، وهكذا بالغ مابلغ الضرب، فكأن الخاصية الدائرية للخمسة تخرج من تضاعيف الشكل إلى الرياضيات ومنها إلى اللوغاريتمات الرياضية المدوزنة بتراتب الأرقام كماً وكيفاً.. تبادلاً وتوافقاً ، مع الإمساك بالتآلفات النبيلة بين تلك الأرقام. الهيئة الدائرية للرقص المولوي لا يفارق المقام الموسيقي بحال، فالسلم الخماسي وما يجاوره يتصف بخاصية التدوير وتكرار اللازمة اللحنية تكابراً وتصاغراً، وكأن المقام اللحني يمثل الوجه المسموع للهيئة المرئية، وكلاهما ينخلع من أسر الظاهر للسفر بعيداً في عوالم الباطن.