يستحب دعاء القنوت عند النوازل، وقد جاء أناس إلى سيدنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام يشكون بخل السماء بالقطر، فقالوا: يا رسول الله؛ هلك الزرع وجفَّ الضرع، ودهمتنا اللأوى. فقام رسول الله يدعو، قال الصحابة: والله ما في السماء من قزعة، يعني سحابة، فما لبثت السماء بعد دعاء رسول الله أن ازدحمت بالغيوم، وما فارقنا المسجد حتى هطلت السماء بالمطر فشرب الناس وارتووا، حتى جمعة قابلة، قال الناس: يا رسول الله إن المطر خرّب بيوتنا وأصابنا بضرٍ كبير. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم حوالينا ولا علينا، فكفّت السماء عن المطر، وهذه معجزة لا شك من معجزات سيدنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام. والمطلوب اليوم إلى المسلمين، أن يكرروا صلاة الاستسقاء، ولهذه الصلاة كيفية، لا شك سيعلمها الناس أئمة وخطباء المساجد. كما أن المطلوب هو القنوت في كل فريضة كي يرحم الله عباده ويجود عليهم من بركات السماء والأرض، وما لجأ الناس إلى ربهم إلا وأغاثهم ورفع عنهم الضر والبأس. وأحسب أن كثيراً من الناس يستحون أن يجأروا بالدعاء ويرفعوا أكفّهم بالدعاء، لأنهم قطعوا العلاقة مع ربهم، مع أن الله هو الرحمن الرحيم. وإلى من يلجأ الناس إلا إلى خالقهم ورازقهم، فلا رازق إلا الله، والله يحب من عباده أن يلجأوا إليه ويسألوه، والله يقبل التوبة من عباده «ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة». فأين التائبون المستغفرون، المؤمنون بكرم ربهم وغفرانه؟!