ما كدنا ننسى مأساة الطفلة المغدور بها «نجود»، وما تعرضت له من ظلم أدى إلى اغتصاب طفولتها بمباركة كاتب ووالدين.. حتى جاء الفرج عبر القضاء وبفضل محامية نبيهة سخرها الله لإنقاذ هذه الطفلة من براثن سفاح بشري أرعن.. أقول ما كدنا ننسى إلا وأتت مصيبة أخرى أفظع من سابقتها لكنها أقل خطراً منها، على الأقل لأنها لم تؤدِ إلى اغتصاب براءة الطفلة، وشاء الله فضح الجريمة عبر امرأة أيضاً هي ممرضة لجأت إليها الطفلة.. ولكن في مدينة جبلة هذه المرة! اسمها أروى.. وفي مدينة حكمتها أروى بنت أحمد الصليحي.. جريمة أروى أن أهلها يبحثون عن المال.. أو كما قال «عبدالباسط عبسي» البيس.. «إلى الجحيم البيس اللي تبيع النفوس».. هي طفلة في السابعة لم تبلغ الثامنة وصورتها منشورة في «الجمهورية» عدد «الجمعة» «9 مايو» وهو السبق الثاني للجمهورية التي تفاجئنا دائماً بهكذا غرائب فلهم الأجر والثواب عند الله والناس. أروى ذات سبع سنوات وزوج ب«35» سنة.. أي وحشية هذه وأي جنس يُبتغى.. وأين عقول الأب والأم، وكاتب المحكمة الذي مخول له تحرير وثيقة الزواج، أين نحن مما يجري.. وما زاد الطين بلة أن الأبوين كانا يسمحان للمدعو زوجاً النوم مع طفلة بريئة لا تفقه شيئاً من هذه الأمور المخلة بالدين والشرف والأخلاق والقضاء أولاً وأخيراً. أروى أرغمت على الزواج وترك المدرسة، وهل تباع الفلذات لغرض المال وهل الحلول تأتي بهكذا فجور.. وكيف يرتضي رجل في «60» من عمره بيع ابنته «بحسب ما نشرته الجمهورية» ثم يعود ويبكي أمام قاضي محكمة جبلة.. الذي استدعى الأبوين فاعترفا بالجريمة لكن المجرم فرّ من العدالة.. فهل سيقبض عليه بعد تعقب حتى ولو دام إلى نهاية عمره.. أم سيكتفي بالخلع، وكأنك يابو زيد ما غزيت؟! نحن أمام جرائم يندى لها الجبين، وسيلعننا الزمن والتاريخ بدون شك سيسجل هكذا أحداثاً موصومة بإصرار الأبوين والمخول له بالعقد الشرعي.. فهل ستكون هذه الحادثة هي الأخيرة ولا حادثة بعدها.. أم أننا سنفاجىء بمثيلاتها.. في بلد لا تستطيع قوانينه الجيدة أن تردع المستغلين والمشتغلين بهكذا أمور، حتى يكونوا عبرة لمن لا يعتبر؟! وشكراً للممرضة وضابط التحقيق وكل من وقف مع الطفلة وحماها من الوحش الذي لو كانت من عقوبة له فهي حرمانه من ذكورته لكي يعي أن الطفولة أمانة وهم أحباب الله.. وأن الله حق.. وما ضاع حق وراءه مطالب..! ولله في خلقه حكم وشئون.