من اليوم وليس من غدٍ.. يمكن أن نجعل من انتخابات المحافظين والتعديل الحكومي وضرورة مواجهة النعرات هنا وهناك لحظة تاريخية لرأب الصدع وسد الفجوة بين التوجه وبين التنفيذ.. بين المشكلة وفاعلية مواجهتها.. بين تشخيص الشكوى والداء والمسارعة إلى تجرع العلاج بقوة المنطق والقانون. سأبدأ من تعز حيث تصدر هذه الصحيفة وأكرر أي منطق يستحق أن نحافظ عليه أو حتى نغض الطرف عنه ونحن نصنع أخباراً حقيقية تستعصي على الفهم.. مدينة تشكو العطش وندرة المياه وفي ذات الوقت تبحث عن تمويل لحماية نفسها من مخاطر السيول. ثمة تكرار للإشارة ولكن انتفى المبرر للقول: «التكرار يعلم الشُطار» التكرار محمود حتى مع فرضية الشطارة فكيف والوصف مايزال محل نظر..؟ بلد مثل اليمن فقير إلى المياه وتغادر نساء الأرياف مخادعهن للسهر بجانب عين الماء البخيلة بالدمع يدفع بالكثير من أمطار إلى البحرين المالحين الأحمر والعربي..! حتى لا أسير على منهج القطط.. ثمة قائمة كبيرة من السدود لكن الفقر إلى المياه يستدعي أن يكون بناء السدود والحواجز فعلاً مستمراً ومصحوباً بصيانة القديم وإجادة تصريفه. لن يكون لنا أودية ذات زرع وثمار وحصاد دون أن نجيد حصاد المياه الهابطة من السماء بكل الوسائل بحيث لاتتحول أمطار تعز إلى مدعاة لطلب الحماية ومياه صنعاء إلى أوحال ومصائد للسيارات.