لقد بشّر الغربيون العالم بعصر الديمقراطية والحرية، وأنهم سيعملون على نشر هذه المبادئ في بلاد العالم إذا لم تقبل الأنظمة بذلك وتسير نحو الديمقراطية بالطريقة التي يريدها الغرب، أي هدم الأنظمة القائمة والتحول نحو المناهج الديمقراطية بطريقة فوضوية عشوائية، كما حدث في كثير من البلدان دون أي خطوات انتقالية أو ترتيب وتنظيم لعملية الانتقال.. بمعنى تدمير النظم القائمة والتحول إلى الفوضى المدعومة غربياً «أمريكا» لإيصال أنظمة تابعة للغرب في كل بلاد العالم.. هذه هي الديمقراطية الغربية، تدمير الأنظمة الوطنية «بغض النظر عن سلبياتها» وإحلال الفوضى والفتن والحروب الأهلية، وإثارة الحركات الانفصالية والتمردات المسلحة والحروب الدينية «مذهبية وطائفية»، وإثارة وتحريض البلدان على بعضها وضد جيرانها، «الفوضى الخلاقة» حتى يسهل على الغرب «النظام العالمي - البيت الأبيض» الهيمنة والسيطرة على العالم واستلابه سيادته واستقلاله، ونهب ثرواته وموارده من قبل الاحتكارات الرأسمالية الأمريكية بالذات «شركات النفط، شركات إنتاج السلاح، وشركات الغذاء» الحبوب. إن نظم الحكم، كما نعلم ونعرف، هي خيار الشعوب نفسها، وليست خيارات قوى الهيمنة والسيطرة والاستعمار.. فمتى كان الاستعمار يحمل الديمقراطية على ظهر بوارجه وعلى متن قاذفاته، وفي مضامين مؤامراته الاستخبارية..؟! إنه لا يحمل سوى الدمار والخراب والتخلف والفوضى والاحتلال وضياع السيادة والاستقلال.. وهذه هي حقيقة الديمقراطية الغربية «التي حملها البيت الأبيض» إلى العراق وفلسطين وأفغانستان والسودان والصومال ولبنان، وإلى غيرها من بلاد الشرق الأوروبي، وبلاد أفريقية كثيرة، وحتى إلى باكستان حليفته في حربه ضد طالبان في أفغانستان، وكان ولايزال يحاول في لبنان وفي أمريكا الجنوبية والوسطى. والشواهد والتجاوب مع الغرب وديمقراطيته ماثلة للعيان.. وعلى الشعوب أن تدرك أن أنظمتها الوطنية مهما كانت سلبياتها هي الضمان للأمن والاستقرار والتقدم، وإذا كان التغيير مطلوباً فبالحوار.. وبديمقراطيات وطنية لا طائفية ولا مذهبية ولا طبقية.