يقولون : إن كاتب القصة الفاشل هو الذي تكون قصة حياته هي باكورة إنتاجه القصصي، والتفسير لهذا القول الجائر أن مثل هذا القاص يفتقر أصلاً للخيال.. هل يصح أن أسقط هذا القول على حالتي وأنا أحاول كتابة هذا العمود.. لابأس .. فأنت تستطيع أن تتلمس طريقك إلى الشمعة غير المشتعلة في وسط دامس الظلام.. حسن.. لقد وجدتها .. وجدت الكبريت اشعلها وتوكل.. اكتب .. جر من الظلام وناول الكهرباء غير أن منغصاً آخر غير السراج الخافت «إحدى ثلاث يجلبن الحزن» الشمعة ترفض أن تأخذ وضعها العمودي فتنقسم بعد أن تترنح لشدة تحايل المصنعين.. سألت نفسي تحت وقع معاناة ضوء يرفض دور وسيلة المساعدة.. ماهذه الشموع التي لاتقوى على الإضاءة دون أن تترنح .. هل امتدت رشاقة نعومي كمبل إلى الشموع..؟! إذا كنا غير قادرين على إضاءة المنازل بالكهرباء بعيداً عن الرواية المكسيكية «طفي طفي» .. على الأقل لنمنع هذا الغش الفاضح في الشموع، الطلب موجّه إلى من نسميهم أصحاب الشأن الذين يفتقرون لأي شأن.. ودائماً هناك حل.. حتى بالكتابة على ضوء الهاتف السيار. في الجو المظلم كانت طفلتي تسأل : لماذا يزيد الإطفاء في أيام الامتحان تحديداً ؟ تجاهلت سؤالها واكتفيت بالقول: مساكين سكان التهايم الساحلية والداخلية الذين يجمعون بين عسر الفاتورة وعسر حرارة لاينفع معها مغادرة الملابس..