في قضية امتحانات الشهادات العامة التي يخوض غمارها هذه الأيام طلبة وطالبات الشهادتين الثانوية العامة والتعليم الأساسي، يمر الأبناء والآباء في حقل من الألغام ينبغي عليهم تجاوزه بالكثير من الفهم.. والتماسك.. وهدوء الأعصاب. يروي أحد الآباء أن ابنه استسلم للنحيب في اليوم التالي لأدائه أول اختبار عندما اكتشف فيما بعد أنه أخطأ في إجابات لم يكن يجهلها، ويواجه الآن اعتقاداً قاسياً بصعوبة استذكار جميع الدروس التي ذاكرها ويخشى وقوعه تحت مطرقة نفس الحالة. ثمة ضغط نفسي وفوبيا قاهرة لامتحانات الثانوية العامة تحديداً حيث للفشل والمجموع الضعيف مفعولهما المدمر.. لكن مايجب أن يترسخ في أذهان الطلبة على ألسنة آبائهم وأمهاتهم أن ليلة الامتحان لاتكفي للتنقل بين صفحات كتب المادة الدراسية، وإلا وقع الطالب فريسة غول السهر وشبح المنبهات. إن أي ضغوط نفسية على الطلاب لن تزيدهم إلا ارتباكاً وشتاتاً ومعاناة ستفقدهم القدرة على استرجاع حتى ماحفظوه فعلاً. وليس أفضل هذه الأيام من توفير الجو الصحي الملائم للأبناء ومساعدتهم على دخول قادم الاختبارات بأعصاب هادئة ونفوس مطمئنة غير واقعة تحت تأثير الضغط النفسي والعصبي. وبطبيعة الوظيفة والدور فإن الوصول إلى هذه الحالة مرهون بآباء وأمهات يدركون أن أبناءهم وبناتهم في أمس الحاجة للمساندة، وهم يخوضون معمعة الامتحانات، ولا بأس من البكاء على اللبن المهدر - لاسمح الله - ولكن بعد الامتحانات.