تستعد إيران هذه الأيام لاحتمال قيام اسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية بتوجيه ضربة جوية خاطفة لمفاعلاتها النووية وقد استبقت إيران هذا الاحتمال بمجموعة من التصريحات المحذرة من مغبة حدوث مثل هذا الهجوم عليها كان آخرها تصريح مستشار المرشد الأعلى للثورة والذي أعلن أن إيران ستوجه حال الاعتداء عليها ضربات قاصمة ضد الأساطيل الامريكية، كما ستوجه إلى اسرائيل ضربة قوية . وهدد ضابط كبير في الجيش الإيراني «الحرس الثوري» بإغلاق مضيق هرمز وأخيراً تقوم إيران بمناورة كبيرة في الخليج بهدف التأكد من جاهزيتها للمواجهة المحتملة. ويبدو أن ايران بدأت تأخذ الاشارات التي أطلقتها اسرائيل على محمل الجد.. فقد قامت طائرات اسرائيلية بتدريبات في البحر المتوسط على الطيران لمسافات كبيرة تعادل المسافة بين فلسطين ومفاعلات ايران في «بو شهر» كما أن تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي بأنه لامفر من توجيه ضربة إلى ايران إذا لم توقف تخصيب اليورانيوم يقوي هذا الهاجس كما أن الهدنة مع حماس وتبادل الجثث مع حزب الله يؤكد هذا الاحتمال. وفي المقابل بدأت إيران تؤكد قدرتها على تحويل العراق إلى جحيم ضد الأمريكان وتذكر الأمريكان بأنها كانت المساهم الأكبر في سقوط «كابول» وبغداد في أيديهم وأنه لولا التعاون الإيراني لما سقطتا وهو تأكيد مافتئت إيران تردده بين حين وآخر. ففي محاضرة ألقاها محمد علي أبطحي مستشار ونائب الرئيس الأسبق خاتمي في ختام أعمال «مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل » الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية سنوياً قال أبطحي: «لولا التعاون الإيراني لماسقطت «كابول وبغداد بسهولة» لكننا بعد أفغانستان حصلنا على مكافأة وضعنا ضمن محور الشر وبعد العراق نتعرض لهجمة إعلامية أمريكية شرسة». ولم يأت أبطحي بجديد من حيث التعاون الرافضي الصفوي مع كل محتل أو غاصب لأراضي المسلمين فقد تعاون «نور الدين الطوسي» مع التتار وأسهم بكل قوة في إسقاط بغداد بأيديهم وكذا فعل الوزير «ابن العلقمي » فقد ذكر السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء «أن ابن العلقمي راسل التتار وأطمعهم بالمسير إلى العراق وفتح بغداد وإزالة دولة الخلافة العباسية لإقامة خلافة علوية على انقاضها، وكما فعل المذكورين قديماً فقد فعل السيستاني وأحمد جلبي والحكيم نفس الشيء في العصر الحديث مع المارينز الأمريكي، وماأشبه الليلة بالبارحة. مايهمنا من هذا كله هو موقف حكوماتنا العربية من كل هذا لقد ضغطت أمريكا على البعض كي تفتح سفاراتها في بغداد بل وتسقط الديون عن العراق ولكن مقابل ماذا ؟ الجواب لاشيء حتى الآن فلا دخلت مصالح سنة العراق ضمن هذه الصفقات ولايوجد تأكيد بجلاء الأمريكان عن العراق. وتصريح المالكي بإمكان إبرام اتفاقية جلاء مجدولة مع الأمريكان هو تصريح إعلامي لايقدم ولايؤخر بقدر ماتسبب من حرج للمالكي لأن واشنطن كذبت ماصرح به المالكي ونفته جملة وتفصيلاً . والذي أعتقده أن كل ذلك هو للضغط على إيران وتهيئة الأجواء لحرب قادمة أو على الأقل لضربة محدودة. وليس بغرض اعطاء دور للحكومات العربية في العراق مقابل الدور الإيراني الذي بدأ يوم سقوط بغداد وأسهم بكل قوة في التكتل الإيراني داخل مفاصل الدولة العراقية التي أوجدتها أمريكا. كما أن الدور الإيراني ظهر في لبنان جلياً ومؤثراً في طريق أذرع ايران فيه «حزب الله» و«حركة أمل» كماهو ظاهر في دول أخرى ولاتزال ايران تغذي حركات هنا وهناك بهدف الاكثار من أوراق اللعب بيدها واستخدامها وفقاً لمخططاتها. المطلوب هو وضع استراتيجية ولو طويلة المدى لمواجهة هذا المد الخطير وأول بند فيها يكون الإعلام والفكر وفضح مخططات هذا الفئة ويوجد العديد من الكتب التي يمكن تعميم نشرها بين الشباب على وجه الخصوص ليحذروا هذا الخطر وأذكر منها «الشيعة والتصحيح» للمفكر الشيعي موسى الموسوي و«أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق» كما يمكن الاستفادة من المواقع الالكترونية التي تهتم بهذا الموضوع. والمراكز الصيفية التي تقام هذه الأيام فرصة للتعريف بهذا الفكر الشاذ والخطر على الأمة كلها سنة وشيعة.. والله من وراء القصد.