اتيحت لي فرصة حضور المؤتمر الثاني عشر للاتحاد النسائي الدولي من أجل السلام العالمي الذي انعقد خلال الفترة من «6191» يونيو8002م بمقر منظمة الأممالمتحدة الأوروبي بجينيف السويسرية كان هذا المؤتمر نتاج إحدى الحركات السلمية للنساء الذي تأسس عام 2991م في كوريا الجنوبية وأصبح له مقر في اليابان وله فروع إقليمية في آسيا وافريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وشمال افريقيا . والأخير تشترك فيه عدة نساء من بلدان عربية مثل مصر و تونس وسوريا والعراق ولبنان وعُمان والكويت والبحرين وقطر واليمن بالاضافة لتركيا وقبرص وكان هذا هو أول حضور للمرأة اليمنية دولياً. قدمت النساء المشاركات تقارير عن وضع النساء في التعليم والتدريب وقدراتهن القيادية. كان اجتماعاً متميزاً وحيوياً غاب عنه التباين الاقليمي العربي وظهرت فيه معاناة النساء ورغبتهن بالمشاركة في صنع القرار السياسي والتنموي، كما أبرز دور النساء من أجل السلام في كوريا وكيف تحاول النساء في الكوريتين العمل وتقريب وجهات النظر بين الشطرين وكذلك في قبرص بشقيها التركي واليوناني، كما كان الدور الإنساني للاتحاد لدعم الصمود الفلسطيني بتوصيل كمية من الأدوية إلى الضفة الغربية... حقيقة شعرت بالحاجة لتقوية دور المرأة القيادي من خلال التعليم والتدريب. وأن بقدر تعلم النساء سيكون لهن شأن في القيادة وأنهن بالتالي سيتمكنّ من مد يد التعاون لغيرهن من النساء في وطنهن وخارجه وسيستطعن مد ذراع قوية لنساء وأوطان أخرى وهو ما يفعله الاتحاد النسائي من أجل السلم العالمي. وأبرز الاتحاد دور النساء الآسيويات الآتيات من بلدان النمور الآسيوية ومن بلد فرضت عليه ظروف الهزيمة في الحروب العالمية الثانية وهو اليابان الانكفاء ثم ها هو يعود ويبرز دوره التنموي النسوي، كما تم إبراز دور النساء الكوريات في إحياء علاقات الصداقة والتعاون بين النساء الكوريات واليابانيات وإرساء دعائم السلم والتسامح بين الشعبين الكوري والياباني والعمل من أجل توحيد الكوريتين. كما يتم مد جسور التعاون مع النساء الافريقيات منذ 4991م حين أرسل الاتحاد «0061» متطوع وبالتعاون مع المجتمعات المحلية في مجال التعليم والتدريب المهني والتغذية والإقراض والرعاية الصحية «رعاية مرضى الإيدز» حيث تم بناء مدارس ورياض أطفال ومدارس ثانوية ومعاهد فنية متوسطة وعالية وأصبح أكثر من «41» ألف طالب يدرسون فيها. وعلى صعيد الشرق الأوسط سيرسل الاتحاد متطوعين ومتطوعات من سويسرا والنمسا ومالطا واستراليا إلى فلسطين لدعم بناء مدارس كما أنه ومنذ عام 0002م يقدم دعماً مالياً لمشاريع إقراض في الخياطة والكوافير والبيع والشراء بين النساء لحوالي «001»امرأة. في هذا الخضم الواسع من التجارب الإنسانية لحفظ الكرامة والحد من الفقر والجهل يبرز دور النساء في توسيع رقعة التعليم وتوفير فرص التدريب وفرص العمل للنساء وتخفيف معاناة النساء وشعوبهن بسبب الكوارث الطبيعية والحروب وهكذا يتبدل دور النساء من دور مهمش غير ملموس إلى دور فاعل على مستوى الأدنى والأعلى في المنظمات الدولية لإعلاء صوت النساء من أجل السلام كونهن الأكثر تضرراً من حالة اللا سلام لذا فقضايا السلام في فلسطين كانت حافزاً بإبراز معاناة الفلسطينيات من الجدار العازل وإغلاق المعابر والاعتداءات اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبل اسرائيل ،كما كانت القضية الكورية حاضرة بلقاء الاتحاد مع قيادتي الكوريتين النسائية. نموذج نسائي كثيراً ما ينتج ويفرز العمل الوطني شخصيات تقدم عطاءات مستمرة ومتجددة وأصبح لنا نحن اليمنيين من الفخر والاعتزاز الكبيرين لكثرة الشخصيات التي قدمت العطاء غير المحدود للوطن دون توقف ودون تمييز فهذه هي صفات الانتماء وصفات من يقدمون وقتهم وجهدهم وخبراتهم للوطن. من تلك الشخصيات شخصية نسائية بقدر ما هي «تعزّية» المنبت فهي يمنية العطاء قومية الانتماء إنسانية الأفق تلك هي ابنة الحالمة سعاد محمد اسماعيل العبسي التي ارتبط اسمها وعلى امتداد «81» سنة منصرمة وسنوات قادمة من عمرها وعمر الوطن بالحركة النسائية اليمنية. كرمتها منظمة أوكسفام في احتفالية متواضعة ألقت فيها الأخت العزيزة رمزية الإرياني رئيسة اتحاد نساء اليمن كلمة عددت فيها خبرات وبصمات سعاد في ذاكرة تعز ومعترك نضالات فتيات تعز من أجل التعليم في نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات. خلال التكريم كان لنا إحاطة بتاريخ سعاد الرائدة في تأسيس نشاط اجتماعي تربوي وفي تأسيس فرقة كشافة وفرقة موسيقية وكتابة المقالات وتوليها قيادة عمل الجمعية «جمعية المرأة اليمنية» ولما تمتلكه من الجسارة والوطنية فقد كانت بل وتآلفت مع التعهدات لدى مكتب الأمن حينها اثناء إقامة فعاليات الجمعية الثقافية. سعاد هاجسها الإنسان بقدر انتمائها لقضايا المرأة تقف مع مختلف شرائح المجتمع لذا كثير من الناس ومن مختلف المحافظات التقيتهم وشرحوا لي تعاون سعاد معهم. كان لسعاد دور رائد في الدفاع عن حقوق النساء في التمكين لهن من ممارسة حقوقهم وكان لها دور رائد في تعزيز الحماية القانونية وإزالة مظاهر الظلم والمعاناة في السجون وتوفير الخدمات الصحية والاجتماعية ولطالما كان الاتصال بيني وبينها يقطعه حديث عن رحلتها لإحدى المناطق الريفية من محافظة تعز. حقيقة أخرجت سعاد العمل النسائي من التقليدية إلى رحاب احتياجات التنمية والمشاركة الفاعلة التنموية في مختلف مجالاتها وأصبح لها من الحضور والمكانة الاعتبارية مع الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني ومع المانحين في عدة أعمال تخفف عن النساء الفقر بمشاريع صغيرة.