افرطت جورجيا في احلامها وهي تدير معركتها مع «اوسيتيا» ووقعت في الصدمة وهي ترى روسيا تتوغل إلى العمق دون ان يكون للولايات المتحدة والغرب موقف يوازي الآمال المنفرطة. نسيت جورجيا أن الانفصال لا يقود إلا إلى انفصال آخر وأن الذي أمسى في الديار السوفيتية يمكن أن يصبح في الديار الجورجية وأن الرهان على ماهو أكثر من الكلام من الولاياتالمتحدة هو محض سوء تقدير. وعندما تبرر الصحف الأمريكية تخلي البيت الأبيض والبنتاجون عن الحليفة جورجيا فإن التبرير يؤكد فهمها للثابت الأكبر في السياسة الأمريكية المتمثل في كون أمريكا هي حيث تكون المصلحة أكبر.. جورجيا حليفة نعم.. لكن الأمريكيين يحتاجون لعدم قطع الشعرة مع الروس وإلا خنقوهم في أكثر من نقطة ساخنة في العالم.. وإذن لا بأس ان يستيقظ الرئيس الجورجي ساكشفيلي من احلامه مذعوراً. كان يمكن ان تنتظر جورجيا موقفاً كبيراً لو ان روسيا كانت اضعف وهو ما فات على جورجيا التفكير فيه.. ويكفي للتذكير بأن الولاياتالمتحدة بدت أكثر رهاباً من اقرار مواجهة عسكرية مع كوريا الشمالية في ضوء إدراكها لما صار لدى الكوريين من سلاح وهو ما يفسر كيف أن إيران صارت في الأيام الماضية تعلن وصولها إلى انتاج أسلحة محلية الصنع تكفي لخنق الأمريكيين في الخليج.. إنها الأهمية الخطيرة في توازن الرعب