يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». ذلك أن الإيمان العميق وانشراح الصدر والسعادة توّلد في أعماقنا من حب الغير، فيما يولد الشقاء من حب الذات الذي يخدعنا ويعمي أبصارنا. وإذا كانت الأنانية سراب الضعفاء.. وهي كريح الصحراء تجفف كل شيء يعترض طريقها، ومن يقع في حب نفسه وتأسره بقيد من حديد الأنانية. قال المتنبي: أرى كلنا يبغي الحياة لنفسه حريصاً عليها مستهاماً بها حبّا فحب الجبان النفس أورده البقاء وحب الشجاع الحرص أورده الحربا ومشكلة الأناني أنه لا يعجب بشيء لئلا يخرج من ذاته. وقد قال حكيم: «يسمى شريراً كل من لا يعمل إلا لمصلحته الذاتية».