أنت مشغول بالظواهر السلبية.. تكتب عنها في الصحف.. تتفاعل معها في مقيل.. تمقتها كلما أتيحت لك فرصة. هذا شيء جيد.. هذا يعني أنك مواطن إيجابي خاصة إن تمثلت القول: ابدأ بنفسك... عندما تمقت الفساد وتكتب ضد الغلاء، وتطالب بمحاسبة المحتكر والمرتشي وتنتقد الترهل في أداء المؤسسات والنظرة العبثية للمعنيين، فهذا لا يعني بالضرورة أنك حاقد أو تنتمي إلى تجمع الموتورين. أن تنتقد الممارسات الخاطئة أو السياسات المتلعثمة، فهذا لا يعني أنك لا تحب بلدك .. فقط لابد أن تكون دوافعك ليس التشفي وليس البحث عن جنازة تشبع فيها لطماً وليس تسجيل بعض الأهداف السياسية ترضي بها «فلتان أو علان» .. الذي يعلن أنه حارس الخنادق فيما هو في الحقيقة يرى في الذي يفعله فرصة تجعله يقترب من حياة الفنادق. وفي المواقف المكتوبة أو التصريحات التي يكون الهم العام عنوانها فإن القارئ والمستمع ذكي بالفطرة.. لمّاح بالتجربة.. يعرف كيف يفرق بين كلمة الحق وبين تلك التي يراد بها باطل. وفي كل الأحوال فإن ما يحتاجه صانع القرار في أي بلد يتطلع إلى القادم الأفضل.. ليس زيادة عدد المطبلين والمزمرين كما أنه يفقد الحافز عندما يغيب الإنصاف ويتقلص عدد الذين يرون القضايا كما هي بعيداً عن التهويل أو التقزيم. الكلمة الصادقة .. المسئولة ليست بالضرورة إفراط في المناقصة أو غرق في المزايدة وإنما هي فقط قول الحقيقة وإن لم نستطع قول الحقيقة فعلى الأقل علينا ألاّ نكذب..!!