هناك بعض العادات الإسلامية الطيبة في بعض البلاد الإسلامية، من شهر رمضان ، ففي بلاد المغرب العربي، يتفقد الجار جاره قبل دخول الشهر الكريم بأسبوع على الأقل ، فيسرع الجار القادر على أن يمنح جاره ما يراه يفتقر إليه من طعام، ومكسرات وحلويات وفي السودان يسارع سكان بعض الأقاليم إلى إقامة أسواق خيرية، فيشتري القادرون تمراً وحنطة وذرة من التجار، وكذلك التمر ، ليوزعها التاجر للفقراء. ويقوم بعض مسلمي النيجر في أفريقيا بكفالة الأيتام والفقراء المحتاجين في هذا الشهر، فيذهبون إلى جمعيات خيرية كانت قد وقفت على حاجات هؤلاء فاشترتها، فيذهب القادرون لدفع المبالغ، لتسليم أصحاب الحاجات حاجاتهم بحسب عدد الأسرة.. وفي القاهرة يقوم الموسرون بصدقات مباشرة وذلك حين يقيمون موائد الإفطار في الشوارع والحارات، فما إن يقترب موعد مدفع الإفطار حتى تكون الموائد قد بسطت وعمرت بصنوف الطعام، ويسارع الرجال والنساء لإعمار هذه الموائد. وكانت في اليمن قد بدأت عادة طيبة على غرار ما يصنع في مصر، وهي موائد الرحمن يقوم بها بعض الجمعيات، وأفتى بعض المشائح بأن هذه الموائد التي كانت بعض البنوك تزمع إقامتها غير جائزة، لأنها موائد ربوية فجزاهم الله خيراً على هذه الفتوى، غير أن بعض هؤلاء «المشائخ» قد أفتى بجواز معاملة هذه البنوك وشروا، أو منحوا بعض القروض منها!! مع أن الجواز قد يكون أولى للفقراء الذين قد لا يجدون ما يأكلون لا في غير رمضان أو رمضان وعلى أسوأ الأحوال، أحل الله أكل الميتة للمضطر!!. كان إلى عهد قريب في قرانا اليمنية يوجد تكافل وتعهد لأهل الحاجات في شهر رمضان، ولربما لضعف الوازع الديني نسي الناس هذه العادة الطيبة، مع أن في اليمن كما عند غيره عزة نفس وعلو همة، إذ يتعفف كثير من الفقراء فلا يسألون الناس لا الحافاً ولا حتى بالإشارة عفافاً ومروءة. إن للجمعيات الخيرية دوراً مشكوراً في الإحسان إلى هؤلاء المعوزين المعدمين، «وما انفقتم معه شيء فهو يخلفه» والفوز في الدنيا والآخرة للمحسنين، الذين يتفقدون الشرفاء إلى داخل بيوتهم، وجزى الله المسحنين خير الجزاء.