مبدعون هم اللاعبون بالقانون من القائمين عليه والمسئولين عن تطبيقه والمطالبين بحمايته، لدرجة تجعل كل من سعى إليهم ليحتمي بالقانون وينتصر بقوته يعض أصابعه ندماً وحسرة ويلوم نفسه الأمارة التي زينت له اللجوء للقانون واندفاعه خلف فكرته المجنونة وغير الصائبة ابداً ويلعن اليوم الذي قرر فيها اختيار طريق القانون رافضاً لأي حلول تأتي من خارجه ومن أناس من غير القائمين عليه،حتى ولو كانت في مصلحته،وهم كثيرون فمنهم من قضى نحبه قبل أن يفصل القائمون على القانون بقضيته ومنهم من ينتظر فرجاً يأتيه بعد سنوات قضاها في ملاعب القانون وبين أيدي القائمين عليه واللاعبين به. و«الحاج غالب» واحد من هؤلاء الذين تمسكوا بالقانون واختاروا طريقه ولاذوا بالقائمين عليه، الحاج غالب واحد من هؤلاء الذين يؤمنون بالقانون ويتقيدون بكل ماجاء فيه ويرفض أي حلول للقضايا لايكون القانون والقائمون عليه هما الأساس في صياغة تلك الحلول، لأن من وجهة نظره أن أي حلول تأتي من خارج الجهات القانونية بمختلف درجاتها مهما كانت منصفة وعادلة هو إضعاف للقانون وانتقاص من سيادته وهو أيضاً إضعاف للحق وأهله ودعم للباطل وزبانيته،كيف لا وهو أحد مناضلي الثورة اليمنية والمدافعين عن الجمهورية وممن وهبوا حياتهم دفاعاً عن النظام والقانون وهو مايجب أن يعرفه جميع القائمين على القانون والمسؤولين عن النظام، فلماذا يرضخ ويُسلم ويقبل بنصف الويل؟؟ هل لأن طريق القانون التي اختارها هي الويل كله وهو غير مدرك ذلك؟؟ أم لأن خصمه الذي ينازعه على حقه مسئول ولديه من المال والسلطة مايجعل الباطل حقاً والحق باطلاً وأن خصمه أيضاً قادر على الاستقواء عليه واستغلال سلطته ونفوذه للتأثير على أولئك القائمين على القانون والمؤتمنين على تطبيقه وبمكالمة هاتفية يتحولون إلى لاعبين بالقانون ولاعبين محترفين أيضاً؟؟ وفي المقابل الحاج غالب مواطن مستضعف لا هو مسئول فيحميه منصبه ولا هو تاجر فيدفع بماله السفهاء عنه وليس له قبيلة تسانده وشيخ يقيم الدنيا من أجل الرعوي حقه،فلا توازن ولامقارنة بين الخصمين، والحاج غالب يعي الأمر ومع ذلك «طز» ولايهم مادام الحق في صفه ومادام القانون يطبق على الجميع دون تمييز وما دون ذلك مجرد فقاعات هواء وفي النهاية لايصح إلا الصحيح وهو الغالب لامحاله ولايساوره أدنى شك لأنه يحسن الظن بالقانون وبالقائمين عليه. فهل صح الصحيح وغلب المواطن غالب ذلك المسئول وباطله؟؟.. وهل كان القانون والقائمون عليه عند حسن ظن الحاج غالب بهم؟؟ أم أنهم خيبوا وتلاعبوا به وبالقانون الذي طلبه؟؟ تعالوا معاً لنسمع الإجابة عن هذه التساؤلات من الحاج غالب أو كما يسمي نفسه الحاج مغلوب. فعلى لسانه يقول «طبعاً كانت خيبتي بالقانون وبالقائمين عليه لاتوصف وماشي مثلها خيبة وكانوا هم سبب ضياع أرضي.. الله يضيع عقولهم، وكلما طلعت اشتكي إدارة الأمن شلوني الحبس الله يشلّهم ، طيّب ما سويت ، أنا طلعت أشتكي بمن اعتدوا على أرضي،حرام يابنتي مارحت اشتكي مكان إلا وهم يحبسوني ويفلتوا غريمي.. ما أفعل؟ هو مسئول وأنا مواطن ضعيف والله ما أبصرت له صورة لا بقسم ولا بالأمن ولابالنيابة ولا بالمحكمة يشارعني بالتلفون وكلهم وكلاء له وكلما قلت: اللي نهب أرضي فلان، صاحوا صيحة: ياحاج بطل جُنان، لاحد ماجننوا بي صدق، والمثل يقول: صلح أعوج ولاشريعة سابر ، كيف لما تكون الشريعة عوجاء والله إنها ودّافة يوم صدقت ان القانون فوق الجميع والله ماهو إلا فوق المواطن الضعيف». انتهت إجابة الحاج غالب ولكن ماهي قضيته التي تحولت إلى مأساة حياته وكدرت صفو عيشه وسلبته كل شيء حتى عقله؟؟؟ قضية الحاج غالب ياسادة ياكرام قضية مواطن بسيط ذاق شظف العيش وحرارة الحرمان وقسوة الحياة، عاش شريفاً ومخلصاً لوطنه وفياً لمبادئه لم يطلب ثمن سنوات عمره التي قضاها في ميادين القتال وفقد عدداً من أصابع يده في إحدى المعارك مع الملكيين،لم يمن على الوطن ولم يستغل الثورة، ورضي العيش على عرق جبينه بعد أن اطمأن على جمهوريته، انزاح مثل كثيرين غيره من الثوار ليبدأ حياته واختار تعزمسقط رأسه ليقضي بها بقية عمره ومن دكان صغير بدأ مشواره وحلمه أن يلم شتات أسرته في بيت واحد، اشترى قطعة أرض ليحقق عليها حلمه ولكن حلمه هذا تبدد في ذات يوم مشؤوم حين ذهب ليتفقد أرضه وحلمه المنتظر ليجد أن أرضه قد تم البسط عليها من قبل مسئول متنفذ في المحافظة وباءت كل محاولاته في استرجاع أرضه بالفشل فتبخر حلمه على يد اللاعبين بالقانون القائمين عليه من أجل عيون مسئول لديه من الأملاك والأراضي مايعجز عنه الوصف؟؟