لقي الاحتلال الأمريكي، البريطاني، الأممى للعراق مقاومة شرسة، أثبتت بسالة الإنسان العربي المسلم، الذي يعتبر الاحتلال مصادرة لحقه في الحياة، وإعاقة لتقدمه ونهضته، لقد استعمرت بريطانياالعراق في منتصف القرن الماضي، وحصل لهذا الاستعمار، أو على الأصح الاحتلال ماحصل له في كل بلد عربي احتله، من مقاومة باسلة واستشهاد بطولي، مما جعل المحتل ينسحب مخذولاً مهزوماً، يجلله العار والشنار. ويتكرر هذا الاحتلال مرة أخرى، مسنوداً بجيوش ضخمة، تهدف إلى سرقة ثروات العراق ونهب خيراته، واذلال كبريائه.. وكان يحسب أن المقاومة من قبيل دون آخر، وطائفة دون أخرى. كان المحتل يعتقد أن إحداث الفتنة بين طوائفه المختلفة، ستكون ظهيراً له ومساندة لأطماعه، إذ قام بتفخيم وجهات نظر مذهبية، عقائدية، ليكون الاختلاف عملاً بالحكمة الاحتلالية: «فرق تسد» غير أن المكر رجع إلى صدر هذا الاحتلال.. لقد كان ما يسمى بالصحوة، وهي تسمية خبيثة استعمارية هو ضمن المخططات التآمرية على العراق، لتضرب طائفة السنة، نفسها، بعد أن أذاقت هذه الطائفة المحتل الأجنبي العذاب والموت في منطقة الأنبار والفلوجة، غير أن هذه الصحوة تحاول الآن أن تستجمع قواتها بعد أن فطنت لهذه التسمية، لتصب الموت في أفواه المحتل الظالم. إن أبناء العراق الصامد، شيعهم وسنيهم، مسلمهم ومسيحهم، يلتفون الآن حول وطنهم لصد الاحتلال وطرد الغاصبين الذين نجست أقدامهم أرض العراق ولا نامت أعين الجبناء.