لم يتبقَ لنا سوى أن نحمل أكفاننا يوم الخميس الماضي، ونحن ننتظر الزلزال المدمر الذي توقع فيه فلكي بضرب اليمن وبالذات (عدنوتعز) وبقوة «7 درجات بمقياس ريختر» وهي القوة نفسها التي ضربت اليابان في التسعينيات لتشهد طوكيو مأساة ذهب ضحيتها مئات الآلاف مابين جريح وقتيل ومشرد. سبع درجات قوة مدمرة ألحقت الدمار بدولة عظمى تضع لكل شيء ألف حساب، فما بالكم بهذه القوة لو أن المنجم صدق وضرب الزلزال مدننا لكانت الكارثة ولقيل حينها «كانت هنا مدينة اسمها تعز» ، حيث المنازل المتهالكة والآيلة للسقوط. سبع درجات ضيعت على المزوجين ليلة الخميس وهم ينتظرون مصيرهم المحتوم مابين مصدق ومكذب للإشاعة، ومع غياب الإعلام ظل الكثير من الناس مابين مصدق وناقل للإشعاعة .. وانتظرت كغيري من المغفلين ممن صدقوا الإشاعة، وأول ماقرأت في شريط قناة الجزيرة الإخباري : إن زلزالاً ضرب جنوبالمكسيك بقوة «6 درجات بمقياس ريختر» حمدت الله على السلامة إلا أني لم ألحق الخميس. الزلزال ضل طريقه عن يمننا الحبيب، ولكن بقي سؤال يراودني: هل الفلكي قصد بالزلزال بمعنى الزلزال الذي يلحق الدمار بمنازل بني البشر؟ فتوصلت إلى نتيجة أن الزلزال الذي سوف يضرب اليمن ولن يكون حصرياً على تعز أو عدن هو الأزمة المالية التي زلزلت الولاياتالمتحدةالأمريكية عندما أعلنت كثير من بنوكها الإفلاس، فتأثير الكارثة الأمريكية الاقتصادية سيفوق أي زلزال ولو تعدى قوته السبع الدرجات . فإذا كان العالم بأسره تأثر بالأزمة وخاصة الدول الغنية كأوروبا واليابان والصين وروسيا فكيف باليمن الدولة النامية التي لاتزال باسطة على خط الفقر !؟ فقد كشف اليوم العالمي للغذاء مدى المأساة التي سوف تلحق الدول الفقيرة من تلك الأزمة، وكيف أن الأغنياء سيتخلون عن تعهداتهم المالية للفقراء الذين لم يجدوا سوى الموت جوعاً. فعالم بأسره مشغول بترقيع الأزمة الأمريكية، وأصبح المطلوب من كل الدول دفع فاتورة تلك الانتكاسة، ولن نكون بعيدين عنها حتى وإن ضل الزلزال طريقه عن اليمن إلى المكسيك.