إن لم يمزح مصدرٌ مقرب من وزارة الأشغال العامة فإن طريق ذمار - الحسينية (الأطول عمراً وربما مسافة) في تاريخ الطرق قد توشك على التصفيات النهائية، بعد عقود من الفشل والعراقيل. أهمية الطريق التي لم تخرج بعد إلى طريق ومازالت تراوح الوعد والتعثر، تكمن في أنها شريان حيوي هام، سيعمل على الربط بين مديريات وقرى، خاصة في مديريتي وصاب العالي والسافل، حيث تعيش المناطق حلم تحقيق هذا الشريان لتجري فيها دماء الحياة، وتتقاعد الحمير عن خدمة النقل والتواصل، بعد بلاءٍ حسن مازالت كثير من قرى طريق ذمار - الحسينية تعتمد عليه في شئون حركتها اليومية. وهذه الطريق (أفضلها اسماً غير مذكر) كان الحديث عنها قد بدأ منذ الثمانينيات وعلمت ممن «لم أزوِّد» خبراً عن أن فخامة الرئيس وضع حجر أساسها ليس لمرة واحدة وأن شركات مقاولة خارجية، تناوبت المشروع، ومع ذلك فالطريق الآن لا تسير، وقدماها مقعدتان عن فعل شيء، فضلاً عن السيارات والمركبات التي لا تصل إلى جبال وسهول منطقة ما على الطريق إلاّ بجهد جهيد ما يدفع أبناء وصاب (في المقام الأول) تكلفة باهظة، في أنبوبة الغاز وكيس القمح مثلاً، إذ ترتفع الأسعار هناك بشكل لا معقول، جراء ما يفرضه التجار من إتاوات على المواد الغذائية والمبيعات الهامة، لتعويض خسارة النقل، وتكاليف البُعد والوعورة. إن لم يمزح المصدر فإن الطريق قد تكتمل، لكنني أشكّ في المدة الزمنية التي وضعها قصيرة ومحدودة، فهناك غير التجار مسئولون ومشائخ نافذون لايتركون مشروعاً يتم دون أن يكون مال من ميزانيته في «الجيب» وهم لا يهمهم لا طريق ولا ماء ولا كهرباء لمناطقهم بقدر ما يهمهم أولاً تحقيق صفقات شخصية، وإلاَّ فهم أول حجر عثرة تعترض عجلة التنمية، إن لم تُبقر «تيوبها» بسكين النفوذ والتسلط العمياء.