أرجو أن لا يُفهم ماسأقوله بأنه تراجع عن انبهاري بالديمقراطية الأمريكية والطريقة التي وصل بها باراك أوباما إلى البيت الأبيض .. ولكن.. نحن مطالبون كعرب بأن نعترف بالواقعية حتى في الأحلام وإلا واصلنا الاستيقاض من النوم مذعورين .. وإذا لم يفهم العرب فعلى الأقل ليفهم الإخوة الأعداء في فتح وحماس.. لقد انبهرنا فعلاً بوصول مواطن أمريكي من أصل أفريقي.. انبهرنا بأن «حسين» موجود في اسم العائلة، وانبهرنا بكون زوج أمه أندونيسياً مسلماً.. ثم انبهرنا بأن الأمريكيين لم يختموا المعركة الانتخابية بتهم التزوير والالتفاف على الشرعية.. لكن.. إلى هنا ويكفي.. فالصقور والحمائم.. جمهوريون وديمقراطيون.. لايمكن أن يختلفوا عندما يتعلق الأمر بإسرائيل .. ولهذا وبمجرد أن يدخل أوباما في الجد لن تختلف صورته من قضية فلسطين إلا في ماتيسر من الشكل.. وكارثة كبيرة أن يكون هذا الأمر مجهولاً. ولقد كانت «بشارة العنب» في حرص على أن يكون أكبر موظفي البيت الأبيض يهودي المعتقد بل ويحمل الجنسية الإسرائيلية وصاحب تاريخ في خدمة الدولة العبرية.. وستتوالى التعيينات التي لاتخرج عن المألوف وفي مقدمتها استعجال تصويب الرسالة إلى إيران التي تقول كلاماً غير ظريف في إسرائيل، وعليها أن تدرك موقف الرئيس الجديد حتى قبل عملية الدور والتسليم مع جورج بوش. باختصار.. تصريحات أوباما وبداية مواقفه تؤكد انتهاء انبهارنا بكاريزما «الشخص» وحلول الانزعاج من أمريكا المؤسسات..!