لم أعد أتذكر أين قرأت خبراً مفاده أن مسؤولاً يمنياً مشغول هذه الأيام في السعي لاستصدار موافقة دخول اليمنيين إلى تايلاند دون تأشيرة دخول!!.. أصدقكم القول إنني شعرت بالانقباض وتساءلت في نفسي: لماذا تايلاند بالذات؟ لماذا لا تكون الصين أو اليابان أو سنغافورة أو ماليزيا أو كوريا الجنوبية، حيث الصناعات المتقدمة والتكنولوجيا المتطورة، وحيث الحفاوة بالبحوث العلمية والتنافس الإبداعي والاقتصاد المبنى على العناية بالعقول والمبدعين؛ خلافاً لما هو الحال في تايلاند، حيث تأتينا عنها أخبار تثير الفزع والقلق في النفس بسبب عجز الدولة هناك على السيطرة على قضايا التهريب والمخدرات والجنس...الخ؟!. فتيلاند هي بلد المراهنات حول كل شيء.. مباريات الملاكمة هناك، رياضة عنيفة تستخدم فيها الأيدي والأرجل والرؤوس ضرباً وركلاً ونطحاً؛ يصف أحد المشاهدين هذه المباريات بأن ما يراه الإنسان يجعله يظن أنه وسط شعب مهووس بالرهان والمقامرة. وبينما القانون هناك يحرم ألعاب القمار في الكازينوهات؛ ومع ذلك فهي موجودة في كل مقاطعة تقريباً يطلقون عليها «بون خان بانان» وهناك شقق صغيرة وأقبية خفية تقام فيها كازينوهات.. هناك «الكازينو الطائر» إنه ابتكار خاص في تايلاند ينتقل من مكان إلى آخر، والجميع يعرف مكان هذه الكازينوهات بما فيهم رجال الشرطة. وبالرغم من إنكار الشرطة فقد أكدت صحيفة «بانكوك بوست» وجود عشرة كازينوهات على الأقل في بانكوك وحدها.. وهناك ثلاثة كازينوهات ضخمة مقامة على الحدود يمكن الوصول إليها بواسطة القوارب من بورما وكمبوديا وهونج كونج. عشرات الملايين من الأموال تدار في هذه الكازينوهات كل ليلة.. ويتم الدفع لرجال الشرطة حتى يغضوا البصر عن هذه الأنشطة الموبوءة مرتين شهرياً وليس مرة واحدة كما في بيوت الدعارة على سبيل المثال. يحكي أحد العرب من عشاق هذه الكازينوهات قصته مع إحداهن: قال: أخذت تنفث دخان سيجارتها في وجهي وكان صوتها مبحوحاً وضائعاً وهي تقول محتدة: «إسمع نحن نعرف لماذا تأتون إلى تايلاند؛ إنكم تتظاهرون بزيارة المعابد والإبحار إلى بحر الفندمان، أو صعود تلال الشمال، كل هذه حركات مكشوفة، أنتم تأتون إلى هنا من أجل الجنس» «مجلة العربي العدد 558». وفي الواقع فإن هذا القول يظلم تايلاند كثيراً، فعشاق النهار فيها يجدون الكثير من المتع ثقافياًَ وبصرياً وسياحياً؛ ولكن ما أقل أمثال هؤلاء من بين العرب.. فالكثرة من السياح العرب هم من «عشاق الليل» يفضلون السهر ليلاً والنوم طوال النهار، وماذا يمكن أن يوجد في الليل غير الجنس والخمور والمخدرات، وبائعات الهوى؟!. فهل تستحق مثل هذه الأمور أن تجد من يشد إليها الرحال حتى ولو كان ذلك دون تأشيرة دخول؟!!.