الرئيس العتيد للولايات المتحدة«ابراهام لنكولن» صاحب المأثرة التاريخية القائلة بتحرير العبيد والتي أودت بحياته قتلاً بيد أحد المتعصبين من العنصريين البيض.. ابراهام المحامي المفوه والسياسي البار.. رجل الفكر وعاشق القراءة.. الذي عُرف بخصاله الحميدة وصبره المُثابر.. هذا الرجل كان أيضاً أنموذجاً للزوج المنحوس المغلوب على أمره!! فخلال المدة التي عاش فيها مع زوجته والتي استمرت 32عاماً تعرض ابراهام لنكولن لأسوأ الممارسات، وأكثر الأقوال تجريحاً وطعناً فيه وفي ملكاته، فقد كانت زوجته المتوحشة تكيل له السباب يوماً بعد يوم، وتعيب عليه شكله المُفارق للغير، وتصفه بأنه الرجل ذو الكتفين المقوستين، وأنه تمثال من لحم ودم،ولا يجيد إلا السير كالتحفة المتحركة، وكانت تعتبر قدميه الكبيرتين دليلاً على انتمائه للمستحاثات والديناصورات.. هكذا!! لقد جمع الأدب التدويني الاجتماعي كثرة كاثرة من الأوصاف السيئة التي أطلقتها هذه المرأة على زوجها، وقيل أن الشجار بينهما لم يكن ينقطع، وأنها كانت تطلق أعلى الأصوات وأكثرها حدة وانتشاراً في الحارة، وأنها اجترحت أنموذجاً فريداً لقاموس البذاءات النسوية الخارقة، وليتها توقفت عند حد الصراخ والشتائم، فقد دأبت أيضاً على الاعتداء السافر برمي الأواني والأكواب المليئة بالقهوة والعصائر، وكان لنكولن يتلقى كل ذلك بصبر ماسوشي غريب. قيل انه في شبابه كان يفضل النوم في المقاهي والحارات، وإنه عاش شبه متشرد، لكن ملكاته كرجل قانون وسياسي محنك أوصلته إلى سدة الحكم بالرغم من زوجته، ونال لنكولن مجد التفرد بانهاء قانون العبودية، وشرف أن يكون أول رئيس أمريكي ينال حتفه بسبب قانون منع العبودية.